كتاب الخميني.. وصدام القرار الصعب والخيار الأصعب بقلم فؤاد مطر أهمية هذا الكتاب أن المؤلف الأستاذ فؤاد مطر عايش ميدانياً مرحلة بالغة الدقة أفرزتها الحرب العراقية-الإيرانية، وهي مرحلة التفاوض من أجل أن يبدأ البلدان الجاران العيش بطمأنينة والتعاون بما من شأنه تطوير المنطقة وازدهارها، ولكن الأطراف الدولية التي أرادت للحرب أن تحدث عملت بعد وقف إطلاق النار على ضرب أي محاولة للتفاوض المثمر. وما يعيشه البلدان الجاران، العراق وإيران، منذ عقدين من الحرب والصراع يؤكد ذلك. فقد تم إلغاء
العراق كرقم صعب في المعادلة الدولية-الإقليمية. وها هي إيران في مرحلة الإلغاء نتيجة لإصرارها على الطموح النووي. كما أن أهمية الكتاب تكمن في أن المؤلف كان قريباً من رمزي الصراع العراقي-الإيراني، الرئيس صدام حسين والإمام آية الله الخميني (رحمه الله على الاثنين)، بالإضافة إلى قربه من الحلقات المحيطة بكل منهما من وزراء ومستشارين. كما كانت له، بحكم كونه صحافياً ومؤلفاً، جولات أفق مع هؤلاء تضفي الموضوعية على هذا الكتاب الجديد له: الخميني.. وصدام: القرار الصعب والخيار الأصعب ضمن سلسلة أعماله التأليفية الشاملة.نبذة المؤلف:الهدف من هذه الدراسة المرجأ نشرها عقدين من الزمن ليس فقط الإحاطة بمحطة بالغة الأهمية في تاريخ الصراع المرير وإلى درجة الاقتتال بين الأشقاء، وإنما الاقتناع بأنه لو كان التفاوض الذي نشير إليه وعالجناه توثيقاً في هذه الدراسة تم على قاعدة الإيمان بأهمية حسن الجوار وعدم طمع الشقيق بالشقيق وشغف الجار القوي بالهيمنة على الجار الضعيف، وكذلك عدم الأخذ بأسلوب السيطرة واعتبار استعمال اليد الطولى أهم من أخذ الأمور بالحسنى ومراعاة خصوصيات كل دولة من دول المنطقة ونبذ فكرة "شرطي المنطقة" أو اجتياح الثوابت... إنه لو تم التفاوض على قاعدة الحكمة والنوايا الطيبة لما كان للمشهد الذي تلي تلك المحطة التفاوضية بمراحله المختلفة أوصل المنطقة إلى ما وصلت إليه بدءاً بالاجتياح الصدامي للكويت نقضاً لعهد من جانب الرئيس صدام بأن يكون العراق سنداً لكل دولة جارة أو شقيقة، ثم الحرب العربية -الدولي- الإسلامية على العراق بقيادة الرئيس الأميركي جورج بوش الأب رداً على الاجتياح البعثي الصدامي للكويت واعتبارها "المحافظة التاسعة عشرة" وإنزال قصاص الاحتلال عليها في سابقة ليس من السهل إزالة مرارتها. كما أن المنطقة كانت لن تصل إلى ما انتهى إليه أمر العراق الذي سقط مضرجاً بكرامته تحت وطأة الاحتلال بقيادة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن، الذي نقل العراق من بلد تتعايش طوائفه ومذاهبه وعشائره تعايشاً نسبياً، إلى وطن يقتتل بنوه بشراسة وحقد وهمجية بفعل التنافر المذهبي والعقائدي والسياسي، وإلى ما انتهى إليه أمر لبنان وأمر الفلسطينيين المتناحرين على مدار الساعة وما قد ينتهي إليه أمر سورية ومعها في وقت واحد أمر "ثورة الإنقاذ" المتشققة في السودان الثورة الإسلامية الحائرة في إيران، التي تظن في حقبتها النجادية العاصفة أن الترياق الذي يشفي السم الذي أشار مؤسس إيران الثورة آية الله الخميني إلى تجرعة اضطراراً هو الطموح النووي الذي يشكل حماية للثورة ويبعدها من مرمى التصويب الأميركي- الدولي ويحقق لها الثأر من العراق وكل من آزر "حرب صدام"، وأن قرار وقف إطلاق النار كان فقط حالة مستنسخة لـ"صلح الحديبية" لا أكثر. ذلك هو الهدف من هذه الدراسة التي حرصت على تسجيل فصولها الثمانية في صيغة تلخيص لكل فصل كما هو مبين في المحتويات لتسهيل الأمر على القارئ المهتم، فضلاً عن أنها من الناحية البحثية تبدو ضرورية لأن أحداً من صانعي تلك المفاوضات لم ينشر وقائعها وهو أمر ضروري لكي يعرف الجيل العربي الحالي الذي يمسلك بعض أفراده بمفاصل العمل السياسي الدبلوماسي والعسكري كيف كان الجيل الذي سبقه يعالج الأمور، وبذلك يتحصن بمعنى النأي عن العناد، والاحتكام إلى العقل بدل ترك الغرائز تفعل فعلها، والأخذ بالسلوك الحكيم الكفيل بفتح الأبواب الموصدة. ومثل هذا الأمر يؤكده واقع الحال في ثلاث بقاع متفجرة هي العراق ولبنان وفلسطين حيث لا ينفع سوى الحوار... إنما ليس على الطريقة التي حدثت بين العراق الصدامي وإيران الخمينية التي أثبتت الوقائع والتداعيات أنها طريقة فاعلة في اتجاه التقويض وليس البناء الذي تحتاج الأمتان العربية والإسلامية أشد الحاجة إليه.