كتاب العرب واليونان وأوروبا: قراءة في الفلسفة بقلم عمر فروخ ....يجمع كتاب العرب واليونان وأوروبا قراءة في الفلسفة (255 صفحة من القطع الكبير، 2015) للكاتب اللبناني عمر فروخ، عملين مستقلين من أعمال الكاتب صدرا في عام 1944، هما كتاب العرب والفلسفة اليونانية وكتاب أثر الفلسفة الإسلامية في الفلسفة الأوروبية. وقد أصدر المركز
العربي للأبحاث ودراسة السياسات هذا الكتاب ضمن مشروع "طي الذاكرة"، وقدّم للكتاب رضوان السيّد، والغرض من جمع الكتابين هو الإجابة عن سؤالي: لماذا ازدهرت الفلسفة في اليونان؟ ولماذا انحطّت؟يتكوّن الكتاب الأول العرب والفلسفة اليونانية من مقدمة وستة فصول، وقد وصفه المؤلف على أنه دراسة موجزة تتناول الفلسفة اليونانية في الدرجة الأولى، وتؤكد منها ناحيتين اثنتين: أولاهما رسم صورة واضحة لهذه الحركة العظيمة في تاريخ الإنسانية، وثانيتهما إبراز أثر تلك الآراء التي كان لها فيما بعد تأثير ظاهر في الفلسفة الإسلامية. وفي صفحات الكتاب يقوم المؤلف بتعريف الفلسفة، والفلسفة اليونانية خصوصًا، مبرزًا ومعرّفًا بأشهر مدارسها وأهمّها، من قبيل الأيونية والفيثاغورية والإيلية والطبيعية. ومن ثمّ يتحدث عن أسباب ازدهار الفلسفة في اليونان دون سواها، وكذلك عن أسباب انحدارها لاحقًا، موضّحًا أثر هذه الفلسفة في الفكر العالمي، مبرزًا الطرائق التي وصلت عبرها إلى الشرق. ويختتم الكتاب بالحديث عن بواعث نقل الفلسفة اليونانية إلى العربية، وعن أبرز من قاموا بنقلها.أمّا الكتاب الثاني أثر الفلسفة الإسلامية في الفلسفة الأوروبية فيتكوّن من ثلاثة فصول رئيسة، يستهلها الكاتب بطرح سؤال: لا شك أنّ للعرب فضلًا على العلوم والفلسفة، ولكن ما درجة هذا الفضل في التاريخ البشري؟ ويبدأ الكتاب بعرض حال أوروبا في القرون الوسطى، وأبرز الميادين التي التقى فيها الشرق بالغرب، وهي الأندلس وصقلية والساحل السوري المصري؛ وفي الفصل الثاني يوضح فضل العرب على الفلسفة، وأثر العرب في مجموع الفلسفة الأوروبية الوسيطة؛ ليختم الكتاب في الفصل الثالث بالحديث عن ثلاثة من المفكرين الغربيين في العصور الوسطى تأثّروا بالفلسفة الأوروبية وهم: موسى بن ميمون، وألبرت الكبير، وتوما الأكويني، ويستعرض المؤلف حياة كل منهم، مبرزًا أهم مصنفاتهم وأبرز آرائهم، وكيف كان لقاؤهم بالفلسفة العربية.والجدير بالذكر أنّ المؤلف عمر فروخ ولد في عام 1906، وتوفي في عام 1987، وقد درس في الجامعة الأميركية وتخرج فيها عام 1924، ومارس التعليم في كل من نابلس والمقاصد الإسلامية في بيروت، وفي عام 1935، توجّه إلى ألمانيا وحصل فيها على الدكتوراه، ليعود بعدها إلى بيروت ويتابع التعليم في مدراسها وجامعاتها.ويهدف مشروع "طي الذاكرة" إلى البحث عن المنسي والمفيد من الكتب القديمة، وإعادة نشر المتميز منها، بغية ترميم الجسور المعرفية، وردم الهوات بين عوالم الأفكار ومراحلها، وإعادة الوعي والقيمة لما نسي أو كاد ينسى منها.موقع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات: