كتاب العولمة الراهنة بقلم سلامة كيلة في هذا الكتاب لا يجري الحديث عن العولمة، بما هي التكنولوجيا الحديثة إذن، أي الانترنيت والاتصالات والفضائيات ومجمل العلاقات التي تشكلها، بل يجري البحث في العولمة بما هي استراتيجية، تعبر عن رؤية الشركات الاحتكارية الإمبريالية. يعني أنه يتناول الجانب الاقتصادي السياسي الهادف إلى إعادة إنتاج النمط الرأسمالي العالمي بمجمله في مرحلة ما بعد الحرب الباردة.لهذا، ما يهدف هذا الكتاب لتوضيح يتمثل في عدد من المسائل مجملها بالنقاط الآتية: أولاً: العولمة الراهنة الأمركة، لأنها
السياسة المعبرة عن مصالح الشركات الاحتكارية المهيمنة في النمط الرأسمالي، وهي بمعظمها أميركية. ثانياً النمط الرأسمالي توسعي، وهو يسعى للسيطرة على أسواق والمواد الأولية، لكن المشكلة تتمثل في أن العولمة الراهنة تأسست انطلاقاً من أزمة عميقة يعيشها النمط، وخصوصاً مركزه وقيادته، أي الاقتصاد الأميركي والشركات الاحتكارية الأميركية.ثالثاً: تكريس قيادة الدولة الأميركية للعالم، وتأسيس إمبراطورية عالمية ترتكز على قوتها العسكرية بالغة التفوق، وتحكمها "مبادئ" جديدة قديمة تتمثل في إلغاء مفهوم السيادة الوطنية، وتذرر الدول والأمم، وتكريس مبدأ "تغيير الأنظمة" من الخارج إقامة "أنظمة دمى" وتكريس التشريع الأميركي تشريعاً عالمياً، وتهميش الهيئات الدولية بدءاً من هيئة الأمم المتحدة، أو إخضاعها لمتطلبات مصلحة الدولة الأميركية وبالتالي تغيير شكل العلاقات الدولية وتحويلها إلى شكل "دولة عالمية".