كتاب المبالغة من تأليف رليد رياض .. منذ بداية عصر التنمية البشرية صارت الحياة العصرية تحتاج الى تعليم لكي نعيشها وقد عانى رُليد رياض كثيرا بسبب هذه العقلية حيث أنه من الجيل الأول في الجزائر الذي عاصر الإنترنت في سن المراهقة.
لكن الكاتب من خلال تجربته مع التنمية البشرية خرج الى استنتاج مهم جدا حيث يقول:
هل يحتاج أي شخص قبل التنمية البشرية إليها كي يفعل ما فعله سابقا؟ يكفي ان نتعلم القليل من الكتب والدورات بينما نعيش أكثر هذه هي الطريقة الوحيدة للتطور الحقيقي.
لا يبالغ رُليد رياض في عيش الحياة حيث أنه يرى للماضي البشرية وللعالم الحيوانات كلاهما لا يحتاج الى تعلم الكثير لكي يعيش حياته، أما الإنسان العصري فأصبح محروما من عيش أصالته أو حتى التكلم وفعل الأشياء بعفوية!
يعتبر هذا الكتاب علاجا للذهنية التي تحرمنا من عيش الحياة بالطريقة التي خلقنا عليها والتي وضعت شروطا إضافية على كاهلنا من أجل أن نكون مقبولين بما فيه الكفاية.
يعلمنا رُليد رياض بأن نعيش كما تعيش باقي المخلوقات والبشرية قبل هذا العصر، حيث انه يذكرنا فقط بطبيعتنا وكيف تتفاعل مع باقي مكونات الحياة، وأن نكف عن اصطناع شخصيات مزيفة نبالغ من خلالها في إظهار عظمة تميزنا وتفوقنا، ونبدأ في تقبل حقيقة أنفسنا دون تحسينات أو إضافات غير ضرورية.
من غير الممكن أن نكون كلنا شخصيات فخمة، ففي المجتمع دائما ما نجد فئتين الرابح والخاسر وهذا التقسيم يميل الى وضع الكثير من الخاسرين والقليل من الرابحين فلا يعقل ان يكون تراب الأرض كله ألماسا، وبالتالي لا يمكننا أن نسعى للنفس الهدف ولأننا لا نتوفر على الإمكانات والظروف نفسها، ويدعو الكاتب للضرورة التكامل بين أفراد المجتمع واحترام الأدوار التي فرضت علينا طبيعيا.
إذن يمكنك ان تنزع الألبسة والأقنعة الثقيلة التي ترتديها وتستمتع بنفسك كما هي للتعيش حياة أصلية يمكنك الإعتزاز بها وتصبح أكثر وعيا وتجنبا للأشكال المبالغة التي لا طائل منها.