كتب تولستوي هذه المسرحية ليتلهى بتمثيلها أفراد أسرته في بيتهم المشهور: ياسنايا بوليانا. وتروي كتب الأدب المسرحي أن الكاتب الكبير كان يضحك حتى يستلقي على قفاه لدي مشاهدته تجارب التمثيل. وما كان غريبا أن يفعل . . !
فالمسرحية حافلة بأسباب الضحك. إنها عرض شائق ولذيذ لأحوال الطبقة العليا في روسيا على أيام تولستوي، وسخرية لاذعة من عادة تحضير الأرواح ، التي كانت جنونا مستشريا آنذاك. غير أن في «المستنيرون» شيئا أكبر من هذا وأهم، وهو نغمة العطف الدافيء على الفلاحين. إن يكن تولستوي يضحك من الفلاحين، ومن سذاجتهم التي توشك أن تكون غفلة، فهو لا يقصر مطلقا في تبيان ترابطهم، ووضوح الهدف أمامهم. إن جماعة الفلاحين لا يهدأ لها بال حتى تحصل على ما جاءت تطلبه، وهو قطعة من الأرض تشتريها من المالك الكبير، رضي هذا المالك أم كره! وفي مواجهة هذا التضامن، يضع تولستوي خمول المستنيرين، وحماقتهم، وجريهم وراء الملذات، ثم يترك لقارىء المسرحية أن يستخلص لنفسه من هذا كله ما يشاء من عبر.