كتاب الموت والقبر والقيامة من تأليف أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. (اعلموا أن هذه الحياة أنفاس معدودة في أماكن محدودة بآجال معلومة وأرزاق مقسومة ، قال تعالى: ﴿وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ﴾ فاعلموا عباد الله إنه لن يُعمَر أحدٌ على وجه هذه الأرض ، فكم من أُممٌ عاشت مئات السنين على هذه الأرض فأين هم وأين أجدادنا لقد ماتوا وأنقضت أعمارهم ، فالأعمار عباد الله محدودة. فاعلموا يا رعاكم الله أن الموت مهلك العباد ، وموحش البلاد ، وميتم الأولاد ، ومرمّل النساء ، ومُذل الجبابرة الشداد ، لا يعرف الصغير ولا يميز بين الوضيع والوزير ، سيوفه على العباد مُصَلتة ، ورماحه على صدورهم مشرعة ، وسهامه لا تطيش عن الأفئدة. واعلموا أن الموت هو مفارقة الروح الجسد، وإنه انتقال من حال إلى حال ومن دار إلى دار، ولقد سمى الله الموت في كتابه مصيبة