كتاب الناس والحجارة بقلم رشاد أبو شاور ...هذه بعض حكايات شعب يحارب بالحجارة، ويرد الموت بإرادة الحياة، ويمتشق روحه، وتراثه، وأصالته في وجه كافة أسلحة الدمار الفتاك. الصحفيون نقلوا أخبار بطولاته إلى كل الدنيا، والكاميرات بثت على شاشات التفزيون شيئاً من إبداعاته وجبروته وعطائه. والمقارنة تمت وتتم بين الهمجية الصهيونية، والروح
الحضارية الفلسطينية. ولهذا إرتفعت أصوات الشرفاء، وما أكثرهم، في كل الدنيا تعلن أن شعب فلسطين إنما يدافع عن الشرف الإنساني، والكرامة الإنسانية. لقد فوجئ من فوجئ، ودهش من دهش بثورة الحجارة، ولكن شعبنا هو هو لم يتغير، وإن طور أساليبه وخبراته. إنه شعبنا المحارب منذ مطلع هذا القرن، والذي صاغ أعظم وأمجد ملحمة، أطول ملحمة إنسانية في هذا العصر. الشعراء كتبوا ويكتبون، والسينمائيون قدموا ويقدمون، والروائيون والقصاصون أبدعوا ويبدعون، وكل هذا جيد وجميل، لأن واحداً لن يستطيع القيام بعبء كتابة كل ملحمة الشعب الفلسطيني. إننا جميعاً فريق واحد، وعلى أقلامنا تقع مسؤولية كتابة السيرة الروحية الشامخة لشعبنا، ولأن الأمر كذلك، فها أنا ذا أكتب بعض حكايات الشعب المحارب بالحجارة. في حقيقة الامر، أنا لم أؤلف هذه الحكايات، ولكن تابعتها، عشقتها، تأملتها،و... كتبتها. فهي، إذن، بعض إبداع شعبنا. أنا إذن قلم في يد شعبي، وهذا القلم، إن كان جيداً، سينجح في مهمته، وإلا فإنه يتحمل وزر أي تقصير. وفي كل حال أنا أطمع بالحصول على أجرين، فإن لم أبلغ هذا الهدف، فأجر واحد لن يكون قليل الشأن. لقد وظفت خبراتي وطاقاتي ومحبتي لنقل هذه الحكايات، ولكن قبل وبعد كل شيء، لا يستطيع لم واحد أن يكتب ملحمة الشعب الفلسطيني، أن حكايات بطولاته كلها. ولكن قلماً واحداً يستطيع أن يسهم في كتابة بعض الحكايات... وهذا ما فعلته.