كتاب الهوية ورهاناتها بقلم فتحي التريكي..هل من الممكن السعي في أواخر هذا القرن إلى الكشف عن قيم حياتنا اليومية، تلك القيم المنسيّة و أحيانا المتوارية خلف الأحداث المتراكمة المميّزة لعصرنا من ناحية، والشّاهدة على حداثة ذات طابع إشكالي من ناحية ثانية؟ أليس الوضع مناسبا، في هذا الظرف العالمي الجديد، لكي نعيد النّظر في هويّتنا من خلال خصائص الإنسان المغاربي و العربي؟ أليس من الضروري لنا أن نتخذ موقفا من حركة العولمة، التي تسم عصرنا حتى نتفادى في الوقت نفسه كلّ أحادية في الوجود، و كلّ تشابه في الكائن ؟ و بعبارة أخرى من نكون نحن ؟ و في الحقيقة، فإنّ هذه المجموعة من الأسئلة يمكن أن تعبّر عن اهتمام الإيديولوجيين الذين يبحثون عن تجديد مثلهم الموحّدة من خلال مساءلة الشّعوب مساءلة الشّعوب مساءلة تجمعهم في نحن، وتعرّف في الآن نفسه بمكوّناته.
توجد إجابة فورية يمكن أن ترضينا و نصّها : "نحن عرب مسلمون". يتحوّل السّؤال إذن إلى النّظر في معنى أن يكون الواحد منّا عربيّا ؟ و معنى أن يكون مسلما ؟