كتاب الواقعية الجديدة في السينما المصرية بقلم سمير فريد ....إذا كان فيلم "العزيمة" الذي أخرجه كمال سليم عام 1939 هو بداية الدافعية المصرية في السينما، فإن "العوامة70" إخراج خيري بشارة عام 1982هو بداية الواقعية الجديدة، وجيل الثمانينات الذي يقدم الواقعية الجديدة يرتبط بجيل السبعينات أو جيل السينما الجديدة. وهكذا التطور في الفنون لا يأتي
فجأة، ولا يأتي من فراغ، وإنما من تراكم وتفاعل مجموعة من العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية المرتبطة بواقع الفن وواقع المجتمع. نشأت حركة "السينما الجديدة" والتي تبلورت في جماعة السينما الجديدة عام 1968، نتيجة مجموعة من العوامل الثقافية أبرزها بداية تخرج دفعات معهد السينما عام 1963، وبداية القطاع العام في السينما في نفس العام، وبداية حركة نقدية تربط بين تطور السينما في مصر، وتطورها في الوطن العربي والعالم، وتحاول أن تدفع السينما المصرية للمشاركة في حركة السينما، وعلى هامش المجتمع، إلى أن وقعت كارثة يونيو عام 1967، ومظاهرات الشباب في مصر، والعالم عام 1968، فتفجر الصراع، وأصبح القضية الأولى في السينما، وفي المجتمع بصفة عامة. أما عبارة "الواقعية الجديدة" فهي عبارة جديدة استخدمت لأول مرة في وصف حركة التجديد في السينما الإيطالية بعد الحرب العالمية الثانية. وهي الحركة التي عبر عنها "روسوليتي دي سيكا" و"زافاتيني" و"فيسكونتي" و"أنتونيوني" و"فيلليني" وغيرهم من أعلام الفن السينمائي. وكان القصد الأول كلمة الجديدة التمييز بين الواقعية في مفهومها الجديد وبين الواقعية كما عرفت في السينما الإيطالية قبل ذلك. فهي ليست واقعية الموضوع فقط، وإنما واقعية الشكل أيضاً، وهي ليست واقعية الأدب، وإنما واقعية السينما، وإذا كانت الواقعية الجديدة المعربة في الثمانينات تشترك مع الواقعية الجديدة الإيطالية في العقد الخامس. إلا أنها تختلف في مصر حسب تاريخ تطور السينما المصرية. إن الواقعية الجديدة المصرية لا تقتصر على إفلاح الواقع الاجتماعي الحي، إنما تمتد لتشمل الفانتازيا في أنياب والأفوكانو، والسيرة الذاتية في العوامة 70، وما وراء الواقع في الحب قصة أخيرة، والكوميديا في السادة الرجال، والتاريخ القديم في المجموع. ولذلك نقول أنها واقعية بلا ضفاف وإن لم تصل إلى الآفاق البعيدة لأعمال بيكاسو وكافكا في نقد جارودي. وبين طيات هذا الكتاب مقالات متنوعة المصدر أي (الكاتب) والنشر هدفها المساهمة في نشر التذوق الصحيح للفن السينمائي، الذي يعتبر بحق فن القرن العشرين، وذلك بدعم العلاقة بين الناقد السينمائي الكاتب والمتلقي السينمائي/القارئ. ولذلك لن تقتصر هذه المقالات على نقد الفلم موضوع البحث وإنما تمتد لشرح موضوعه، ولتحليل ما يقدمه من توجهات وتطلعات.