كتاب بنج بونج بقلم عاطف عثمان..تقع قصص "بنج بونج" في قسمين: "ذوات وآخرون" و"هويات وعنف"، ويتألف الكتاب من 25 قصة متفاوتة الطول. في القسم الأول تتأرجح علاقة زميل وزميلة بين الصداقة والحب، ويتساءل شاب فَقَد أسرته عن حدود الأنوثة والرجولة التي تشكلها أنساق التربية. وتعالج قصة "يوفوريا" ما طرأ من تغيرات على حياة زوجين عقب ثورة الياسمين. وتتناول قصة "جَدّ وحفيد" مرض ألزهايمر وآثاره على إدراك المريض والقائمين على رعايته. وتعرض قصة "ناقصة" لامرأة أربعينية تستفز متابعي صفحتها عبر فيسبوك بتساؤلات عن الموروث الديني، بينما تقدم "ابتسامة" لمحة عن أحاسيس متناقضة تشعر بها إمرأة خلعت نقابها مؤخرًا. أما "استجابة شرطية" فتصور حارة مصرية ووجهة نظر فتاتين في صاحب متجر تمرّان عليه كل صباح وتعرض القصة للشارع بوصفه الفضاء الذي يلتقي فيه ثلاثتهم ويتشكل فيه جزء من وعيهم وهوياتهم. ويلتقي القارئ في قصتين متتاليتين بأرمل فقد زوجته وجنينهما في حادث سير، وأسئلة سكت عنها.

في القسم الثاني - هوياتٌ وعنف - نلتقي أفرادًا وجماعات تحركهم هوياتهم الجنسية أو الدينية أو السياسية أو المهنية فيشاركون في عنف لفظي وبدني فردي وجماعي ضد آخرين سجنوا أنفسهم في هويات حقيقية أو متخيلة أو سجنهم فيها آخرون تعسفًا ورغبةً في ممارسة القهر، فيَقهَرون ويُقهرون. في بلد ساحلي تشتعل فتنة بين مسلمين ومسيحيين يهلك فيها خلق كثيرون، وفي أرض وزمن غير محددين تدور رحى حرب أهلية يُستخدم فيها العنف الجنسي سلاحًا، وفي بلد ثالث حربٌ أهلية تقذف أمًّا ورضيعها وكلبًا في جوف صحراء، وحربٌ أهلية رابعة تفرّ منها امرأة إلى بلد آمن لكنها تنتحر فيه. أما فرج، الضابط السابق المهووس بباميلا أندرسون، فيعاني من اضطرابات في النوم ويبحث عن حل عند طبيب نفسي. وتجيب الجندية السجينة زيزي سانتوس عن أسئلة بشأن الحرب في مقابلة صحافية تكشف أشياء عنها وعن بلدها وثقافته.