كتاب بيت المقدس في موكب الزمان بقلم الشيخ السيد طه أحمد .. لكل أمة مقدسات تعتزّ بها، وتلتفّ حولها، وتدافع عنها بكل غال ونفيس. وقد أكرم الله تعالى الأمة الإسلامية بكثير من المقدسات، وعلى رأسها القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، والسنة النبوية الشريفة، هذا في مجال النصوص، يُضَافُ إلى ذلك أزمنة مخصوصة وأماكن معيّنة، فمن الأزمنة شهر رمضان وليلة القدر ويوم الجمعة، ومن الأماكن الكعبة المشرفة والمسجد النبوي والمسجد الأقصى في القدس. والله سبحانه وتعالى هو الذي أضفى التقديسَ والتكريمَ على المقدسات التي تعتز بها الأمة الإسلامية، فهو الذي قدسها وبارك فيها وحولها؛ ومن هنا كانت الإشارة في القرآن الكريم إلى الشهر الحرام والمسجد الحرام والمشهد الحرام والأشهر الأربعة الحرم والكعبة والبيت الحرام والمسجد الأقصى الذي باركه الله وبارك حوله. وهكذا كل مقدسات الإسلام، استمدت قداستها منه سبحانه وتعالى فهو وحده القُدُّوس وهو وحده الذي يمنح التقديس لما يشاء من الأمكنة والأزمنة التي ظلّت الأمّةُ تعتزّ بها وتحافظ عليها وتدافع عنها بالأنفس والأموال.