كتاب تأبين محمد العيد آل خليفة من تأليف أحمد علي سليمان عبد الرحيم .. (في مثل هذا اليوم 31 من شهر يوليو عام 1979م رحل عنا إلى الرفيق الأعلى أمير شعراء الجزائر والشمال الأفريقي محمد العيد آل خليفة وباستقراء التاريخ وجدتُ أن أبخل طائفة من الناس في رثاء أهل صناعتها وأصحاب كارها (الشعراء) للأسف الشديد يموت الشاعر ، وله أصدقاء وأصفياء شعراء كثيرون ، فلا يجد من يشمر بصدق عن ساعد الجد ويرثيه بقصيدة ما ، مبتغياً برثائه وجه الله رب العالمين ويوم مات الشاعر المصري محمد حافظ إبراهيم شاعر النيل ، رثاه الشاعر الجزائري محمد العيد آل خليفة رحمه الله تعالى بقصيدةٍ طويلةٍ ماجدة وها أنذا أردُّ له الجميل ، وأبكيه شِعراً على ذات بحره وقافيته متناولاً شيئاً من حياته وجهاده ، رحمه الله تعالى! قال محمد العيد في مطلع قصيدته الرثائية لحافظ:- قم عز مصر ، وعز الشـرق أقطــارا ...*... فحل بمصر خبا كالنجم وانهــارا خطبٌ جرى في ضفاف النيل زلزلــة ...*... وثار ملء جواء الشرق إعصارا وطار كالبرق ينعى شاعـــــــــراً لبقاً ...*... إلى أقاليم فيها صيتــــه طــــــارا يا ويح مصر خلت (من حافظٍ) وخلا ...*... في الهامدين ، كأن لم يثوها دارا كأنه لم يجـــــــــــــــــدها كالحيا أدباً ...*... جماً ، ولم يروها كالنيــل أشعارا إلى أن ختم الشاعر الجزائري الحكيم مرثيته الباكية الآسفة بقوله:- وابن الجزائر بابن الشــرق مرتبــــط ...*... وإن أحاطت به الأشواك أســـــوارا يا رحمة الله هبي نفحـــــــــــة وهمي ...*... غيثا على حافظٍ في القبر مــــدرارا في ذمــــــــــــة الله لا أنساه ثانيــــــة ...*... حسبي بحبي له عهــــداً وتذكـــارا رحم الله محمد العيد آل خليفة ولقاه نظرة وسروراً ، وجزاه بمنّه وفضله خير الجزاء عن الجزائر والجزائريين جميعاً. اللهم آمين).هـ. والآن ها أنذا أرد له جميله على مصر وأهلها في بكاء شاعرها محمد حافظ إبراهيم شاعر النيل بنص مماثل! وله السبق ولي شرف المحاولة!)