توخى الكاتب في كتابه هذا التعريف العام بتلك المواطن التي غدت في زوايا نسيان المسلمين لابتلاعها من قبل دول كبرى بعد ضعف المسلمين وغياب دولتهم عن الساحة وعن الفكر كما هو وضع "تركستان" التي سعى للتعريف بها،
والتي ابتلعها الروس، أو لغزوها من قبل الصليبيين حتى غدا المسلمون فيها أقلية مجهولة كما هو حال بلاد المورو أو ما يعرف باسم "الفيليبيين"، أو لإزاحة المسلمين عن السلطة وبدء الهجوم على المراكز والمؤسسات الإسلامية، وتفرقة المسلمين بين دول شتى وأقليات موزعة كما هو شأن بلاد الهند، أو لضم بلاد وثنية لمنطقة مسلمة ودعم قوى العالم الكبرى لأولئك الوثنيين ضد المسلمين كما حدث في فطاني، وتركستان الشرقية، وتشامبا وغيرها. وعلى كل يجب أن لا نغفل جهل المسلمين بإخوانهم للجهل نفسه أو للانشغال بالنفس كما لا ننسى نومهم الذي هو فيه وعلى ذلك فلا نعرف ما يدور على إخواننا من مؤامرات ومحن ونكبات ولا ما يدور في أرضهم من تسلط وظلم. من هذا المنطلق بدأ بالتعريف ببعض المواطن التي يقيم فيها المسلمون سواء أكانوا أقلية أم أكثرية، ولا شك فإن المواطن المجهولة هي صاحبة الأولوية ومنها تركستان.