لقب هذا الرجل هو "قاهر العالم".. أما سر التسمية فهو أنه أحد أكبر طغاة التاريخ، الذين لم تسلم الإنسانية من شرهم، وعائوا في الأرض فساداً، وكانوا وبالاً على شعبهم وسائر شعوب الأرض التي اجتاحها بجحافل جيوشه هو وأولاده من بعده!!
ويكفي أن عدد ضحايا مذابح الإمبراطورية، التي أسسها جنكيز، يزيد عن 81 مليون قتيل، ناهيك عن المدن التي دمرتها جيوشه، والعروش التي أسقطتها عصاباته ومعالم الحضارات القديمة التي خربتها!! لقد اجتمعت في شخصية هذا الطاغية المغولى الدموي كل صور وأشكال النشر عندما يتملك من النفس، فيتخلى صاحبها عن أدميته ويتحول إلى وحش كاسر، يتغذى على أشلاء ضحاياه بعد أن يسفك دماءهم.. أما ذريته من بعده، فلم يكونوا أقل منه شراً، بل ساروا على النهج غير الأدمي، الذي خطه له، فأكملوا مخططاته الشيطانية، وأكملوا غزوهم للعالم واحتلال أراضيه، وذبح مواطنيه، ونهب ثرواته!! وفي هذا الكتاب عزيزي القارئ القصة الدامية لصعود إمبراطورية الشر التي أسسها جنكيز خان، ومراحل تكوين هذه الإمبراطورية، والمواجهات الدامية التي جمعت بينها وبين العالم الإسلامي وإحتلالهم مدنه كبغداد والقدس، وتوسع رقعتها حتى وصلت دول أوروبا الشرقية.. هذا الكتاب يروي سيرة امبراطور ظل يجلس على عرش من الجماجم البشرية حتى جاوز الستين من عمره، قبل أن يسلم الراية المخضبة بدماء ضخاياه لأولاده ليواصلوا طغيانه إلى أن هداهم الله ودخلوا الإسلام، وخُمدتْ نار الشر التي تملكتهم ردحاً من الزمن.. كما يتناول هذا الكتاب الحديث عن إسرائيل بإعتبارها تمثل نفس النهج المغولي في العصر الحديث، معيدة للأذهان جرائم إمبراطورية الشر القديمة، التي أقامها جنكيز خان على أشلاء ضحاياه!! هذا الكتاب محاولة للإبحار في مياه شديدة الغور لشخصية إمبراطور أتقن فن القتل والسلب والنهب والتدمير والتخريب، وكان بحق "عدو الإنسانية" و"ومخرب الحضارات"!!