كتاب جيجي وأرنب علي بقلم أمير حمد..تُنبئ المجموعة وتبشّر بوعد كبير في حقلها، حيث يسرد الكاتب حكاياته، ويقدّم شخوصَه، ويرصد بيئتَه وقضاياه من بؤرة الطفولة وببوصلتها، فيبدو كلُّ شيء بكراً، وطازجاً، وبسيطاً وشعريّاً ومَبعثَ إثارة وفضول، ما يدفع القارئ إلى أفق المغامرة والتوقّع، ويشدّ البصرَ للمرئيّات والنفسَ للإحساس، معتمداً الوصف أداةً أولى؛ إمّا لرسم الشخصيّة أو لوحات البيئة، وإمّا لتوليد الإحساس، وهي مهارة مطلوبة في فنّ القصّ عندما يتضافر عنصرا السرد والتشخيص، ويوظَّفان لبناء القصّة ونقل محكيّها وتوصيل خطابها وضمنه مرماها ومعناها.
لا تخفق أيّ قصّة في إثارة الدهشة وقدرة الكاتب على تنوّع عوالمه وتعدّدها، وقدرته على تشكيل هذه العوالم المتنوّعة بالمهارة نفسها، كاشفة عن كتابة ممتازة واستثنائيّة، وأسلوب خاصّ ومتفرّد يحوي السخرية اللاذعة، وذكاء الالتقاط، وخفّة السرد في قصص فلسطينيّة تروي اليوميّ والمنسيّ في التفاصيل الصغيرة للحياة تحت الاحتلال، وفي ظلّه.