فقد انقسم المفكّرون المسلمون عبر التاريخ إزاء قيمة الإرث الحديثي الذي تركته المذاهب كلّها، وتنوّعت مداخلهم البحثيّة في هذا الموضوع، ومن أهم المداخل: ثنائية اليقين والظنّ في الحديث، ففيما انتصر جمهور غفير من علماء المسلمين إلى يومنا هذا للقيمة المضافة للحديث الظنّي (خبر الواحد)، ذهبت تيارات من المعتزلة وقدماء الإماميّة وغيرهم، إلى التحفّظ عن اعتماد أخبار الآحاد الظنيّة في الاجتهاد الديني عموماً، دون فرق بين العقائد والفقه والشريعة وغيرها.
يحاول هذا الكتاب القيام ـ وسط جدلٍ مناهجيّ صاخب اليوم ـ بدراسة معياريّة نقديّة موسّعة نسبيّاً لهذا الموضوع، وينتصر في نهايته للمذهب القائل بعدم حجيّة غير الحديث الثابت بنحو اليقين أو الاطمئنان المتاخم لليقين، أمّا أحاديث الظنّ وأخبار الآحاد ـ ولو كانت معتبرةً من حيث قواعد الإسناد وأصول الجرح والتعديل وموازين علوم مصطلح الحديث ـ فلا قيمة أصيلة لها، في قراءةٍ معرفيّة وكلاميّة وتاريخيّة، ووفقاً لمعايير أصول الفقه الإسلاميّ أيضاً. إنّها نتيجة من شأنها أن ترخي بظلالها على مجمل العمليات الاجتهاديّة في مختلف علوم المسلمين النقليّة في الحدّ الأدنى، وتدفعها لمُخرجات مختلفة في أكثر من موقع.
كتاب حجية الحديث - حيدر حب الله
كتاب حجية الحديث بقلم حيدر حب الله..كتاب مخصّص لنقد نظريّة الظنّ وخبر الواحد المشهورة، وتكريس حجيّة الحديث المعلوم الصدور بالعلم العقلائي، وقد جاء على الغلاف الخلفي للكتاب التعريف به بالنص التالي:
هذا الكتاب
محاولة بحثيّة لدراسة حجيّة الحديث؛ كونه الناطق والحاكي عن السنّة الشريفة، فلا يكفي الباحث أن يتوصّل إلى نتائج في حجية السنّة الواقعيّة، بقدر ما يهمّه أن يستكمل مسيرته في دراسة قيمة الحديث الذي توارثناه عبر الأجيال والقرون،
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.