والسؤال الذي تطرحه هذه الدراسة المهمة التي قامت بها الدكتورة هدى درويس المتخصصة في الدراسات التركية، يتعلق بهوية يهود الدونمة الحقيقية: هل هم يهود أم مسلمون؟ إن الخصائص الفريدة ليهود الدونمة تجعل منهما نموذجاً لجماعة مزدوجة الثقافة، ثنائية الهوية، لم يحسبها المسلمون ضمن روافد التيار العام المسلم من ناحية، كما لا تنطبق عليهم هوية الجماعة اليهودية التقليدية من ناحية أخرى. هل يمكن لجماعة بشرية أن تمزج بين هويتين دينيتين؟ هل يمكن أن يكون الدونمة يهوداً ومسلمين في آن معاً؟ ما خصائص هذه الجماعة، وما أصولها التاريخية، وأخيراً ما حقيقتها؟
الدونمة حركة دينية ذات أصول يهودية اتخذت شخصيتين مزدوجتين إسلامية ظاهرية، ويهودية أصيلة، فأصبحوا أصحاب ديانتين مختلفتين عن بعضهما اختلافا بينًا. أثرت هذه الجماعة على الفكر التركى المسلم والاتجاه إلى تقليد الغرب، مع اتخاذهم شعار الماسونية : الحرية ، الإخاء، المساواة شعارًا لهم. كما تغلغلت هذه الطائفة داخل أنظمة الدولة فى تركيا بهدف السيطرة عليها سياسيًا واقتصاديا والسعى لتحقيق أغراضهم
كتاب حقيقة يهود الدونمة في تركيا - هدى درويش
كتاب حقيقة يهود الدونمة في تركيا: وثائق جديدة بقلم هدرى درويش..تبقى مشكلة اليهود الذين اعتنقوا الإسلام مشكلة تؤرق الباحثين في تاريخ الحضارة العربية الإسلامية، إذ أن هناك شكوكاً كثيرة تحوم حول صدق اعتناق اليهود الدين الإسلامي، وهي شكوك لها ما يبررها. ومن ناحية أخرى، فإن مشكلة تاريخ الجماعات اليهودية المختلفة في بلدان العالم الإسلامي لم تنل حظها من الدراسة العلمية الموضوعية. ومن هنا تأتي أهمية هذه الدراسة التي تقدمها الدكتورة هدى درويش عن "حقيقة يهود الدونمة في تركيا" أو في الدولة العثمانية التي كانت آخر قوة إسلامية عالمية تتولى حماية دار الإسلام وتمثل العالم الإسلامي أمام القوى العالمية المختلفة بشكل عام، وفي مواجهة القوى الأوروبية الصاعدة آنذاك بشكل خاص.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.