لقد قام داني بتسجيل جميع المحاورات التي دارت بينهما وبين رجل الكهف، وقد أخذ الإذن من الأخير بأن ينشرها ككتاب راغبا بان يستفيد الناس من هذه المحاورات كما استفاد هو ولوسيل. لذا فإن كان لديك حب المغامرة، والرغبة في سبر أعماق دماغك وكان لديك العزيمة على تحريره ومن ثم بناء عقلية حرة موسوعية ناقدة، فهذا الكتاب بين يديك يحتوي كل المحاورات كما دارت دون أي تحريف، سوى أنه نقل لك تصويرا لما كان يجري وقت تسجيل المحاورات كي تعيش الحالة كما عاشها هو ولوسيل تماما.
من المقدمة:
يمكن قراءة هذه المحاورة من أجل التسلية، فهي غنية بالطرافة الظاهرية والمبطنة وتحتوي العديد من القصص والأفكار المثيرة. لذا فإن قراءتها قبل النوم ستضمن للقارئ أحلاما غير معتادة
يمكن قراءة هذه المحاورة من أجل المعلومات، فلا تخلو فيها فقرة من معلومات معظمها غير مألوف. وتتنوع المعلومات فيها من الفلسفة إلى الغناء، ومن علم الأعصاب إلى الشعر، ومن الفيزياء الكمومية إلى الروايات، ومن البيولوجيا إلى أدب السجون، ومن المنطق إلى السير الذاتية، ومن علم النفس إلى الأمثال الشعبية، ومن علم الفضاء إلى الأساطير
يمكن قراءة هذه المحاورة من أجل الفهم، ولقد تم بناؤها بالضبط من أجل هذا الغرض. فأنا مقتنع تماما، كما آمل أن يقتنع معي القارئ من خلال صفحات هذا الكتاب، بصحة ما قالته آن إيزابيلا ثاكيراي في رواية *السيدة دايموند*: "... إذا أعطيت شخصا سمكة فهو سيجوع مجددا في غضون ساعة. إذا علمته كيف يلتقط سمكة فأنت تصنع له نقطة تحول جيدة في حياته..." ولذا فأنا لا أهدف إلى إطعام القارئ السمك، بل أهدف إلى أن أقنعه بوجود بحر مليء بالسمك، ثم أن أعطيه خريطة للطريق المؤدي إليه، وأن أعلمه كيف يصطاد سمكا بنفسه
كتاب حوار مع رجل الكهف في ما المثقف؟ تأليف دافيد رجل الكهف
كتاب حوار مع رجل الكهف في ما المثقف؟ بقلم دافيد رجل الكهف..يلتقي الصحفيان داني ولوسيل برجل يعيش في كهف بينما هما يمضيان إجازتهما في غابة مهجورة. يبقى الصحفيان مع رجل الكهف عدة أيام يتناقشون فيها أمورا علمية وفلسفية وثقافية متنوعة تتمحور كلها حول المعرفة البشرية. فيشرح لهما رجل الكهف كيفية عمل الدماغ البشري، ويوضح لهما لم وكيف تتم برمجته ومن يقوم بها، كما ويعطيهما خريطة طريق ليحررا نفسيهما ويتعلما ذاتيا، شارحا لهما منهجية المعرفة الأصح. ومن ثم يزودهما بأكثر من مئة مرجع ذي صلة. فيخرج الإثنان من الغابة وقد استكشفا نفسيهما، بعد أن دخلاها مستكشفين للحياة البرية.