كتاب رواياتان: المهدي - طرف من خبر الآخرة بقلم عبد الحكيم قاسم ....باب كبير له عقد عال جهم بسيط الزخرف في جدار عميق الصمت من كتل الحجر الأبيض عليها غبرة القدم .المصراع من غليظ الخشب المخرم بصفائح الحديد المدقوق فيها مسامير كبيرة الرؤوس . الرحلة الى هنا محتومة ، والنية تولد في لحظة صمت مبهمة ، لها أصداء ربما تفوت
السمع لكنها تصيب القلب . تظل تنقر على جلده المشدود حتى يكون خوف آت ... وهو خوف لايمكن الفرار منه ، ولا يمكن اقتسامه مع الآخرين ... انما ينبغي أن يرحل الواحد به كما يرحل المجروح بجرحه .وفي الدور النساء منذورات للقعود والثياب السود والبكاء ، وقهر خانق يدافعنه بحقد أسود وغل مسموم .والرجال تعود في الباحة على رأس الحارة يصك الأرض تحتهم دبيب النساء في قبعان الدور . هل تروض الذعر الكلمات الحكيمة والمواعظ الحسنة ، هل تفك الطلاسم المضروبة على القلوب المشتاقة لريق الأنوثة وريق الرجولة . أي قدر لايدفع آخذ بخناق قلوب الرجال والنساء .