كتاب صور الجهاد : من تنظيم القاعدة إلى داعش بقلم سلامة كيلة يشير الكاتب، في هذا الكتاب، إلى «البيئة» التي أنتجت «جهاديين»، نتيجة وضع الفقر والتهميش، كما يربط الأمر بمسار سياسي، يفرض توظيف هؤلاء، وهنا يبرز الفارق بين «بيئة» مخلّفة ومهمّشة وتكتيكات دول. فالمسألة ليست مسألة دين، بل هي سياسة، هكذا بالضبط. وهذا ما يجب أن
يتوضّح، ويريد الكاتب توضيحه هنا. بمعنى أن الظاهرة هي متعدّدة المستويات، ولا ترتبط - فقط – بالدين، أو التديّن، فيها ما يتعلّق بالبيئة التي تتّسم بالتهميش والفقر، وما تُنتجه من وعي مفوّت، لكن فيها كذلك تداخلات سياسية واستراتيجية. فليس للبيئة التي يُشار إليها مقدرة على فعل كبير، يوازي مقدرة دول، ويؤثّر في مسارات استراتيجية. هذا التناقض بين ما يمكن أن تُنتجه البيئة من قدرات محدودة، وبين القدرة الكبيرة التي تقوم بها هذه التنظيمات، هو ما يجب أن يحظى بكل اهتمام؛ لأنه يُسهم - بشكل كبير - في تفسير الظاهرة، وفهم العناصر التي حوّلتها إلى «قوّة هائلة»، كما يُشيع الإعلام «الغربي».المؤلف سلامة كيلة:مواليد سنة 1955 في بيرزيت فلسطين، بكالوريوس في العلوم السياسية من كلية القانون والسياسة جامعة بغداد سنة 1979، ناشط سياسي في المقاومة الفلسطينية ثم في اليسار العربي. ماركسي.يكتب في العديد من الصحف العربية منذ سنة 1981، مثل جريدة الوطن الكويتية، وجريدة السفير اللبنانية، وجريدة الحياة اللندنية والأخبار اللبنانية والشروق المصرية. والعرب اللندنية والشرق السعودية. وفي العديد من المجلات العربية مثل دراسات عربية والوحدة والطريق والنهج والفكر العربي وقضايا فكرية.أصدر ما يقارب الـ 30 كتاباً في الفكر والسياسة والاقتصاد والتاريخ. حول الماركسية وأزمة اليسار والحركة القومية، والواقع العربي والرأسمالية، وعصر النهضة والتاريخ الإسلامي، وقضايا الثورة والتنظيم.من الكتاب:لقد فرضت اللبرلة اتّساع الطبقات المُفقَرة، والتي ظهرت بشكل واضح مع بداية القرن الجديد. وقاد النمط الاقتصادي الذي تشكّل إلى تهميش مناطق عديدة؛ حيثُ تمحور الاقتصاد في قطاعات الخدمات والعقارات والاستيراد والبنوك. وهو الأمر الذي مَرْكَزَ النشاط الاقتصادي في مراكز معيّنة، بعض المدن فقط. ولهذا باتت مناطق كبيرة تعيش حالة التهميش والفقر، خصوصاً الأرياف وبعض المدن. الأمر الذي أدّى إلى نشوء طبقات مُفقَرة، تعيش في تلك المناطق، وإلى تعميم “الجهل” والأمية، والتشرّد فيها.وفي هذه المناطق، كانت تظهر الفئات المهمّشة، ليس اقتصادياً فقط، بل وثقافياً كذلك؛ حيثُ باتت تعيش وضعاً “قروسطياً”، وبات التديّن سمة عامة، وخصوصاً نشوء فئات متطرّفة. ولهذا باتت هذه الفئات تعيش وضعاً اقتصادياً صعباً، وتمتلك وعياً قروسطياً، كان يفرض التعصّب في مواجهة المجتمع. وهو الأمر الذي أنتج مشكلات متعدّدة، مثل الأثر النفسي للتهميش، والكبت الجنسي. من هذه البيئة كان يخرج “المجاهدون”.