النيل والفرات: "كاللطحة جاءها رده، فتوزعت نظراتها الفزعة ما بين الطريق والمرأة.. شلتها المفاجأة وصمت أذنيها، يكرر ما قاله بتردد حذر، بصوت خفيض من فرط إحراجه، تدور بها الدنيا.. تتشنج ملامحها فلا تقوى على النطق بكلمة واحدة.. يفتح اليوم الذكريات عنوة في عقلها الذي لم يعد
يحتمل المزيد. سريعاً تذكرت كيف كان لقاؤها الأول. كيف كان الالتصاق والاشتياق.. واعية لمدى العلاقة بينهما فقد رسمت خطوطها الأولى بنفسها.. هي تكبره بسبع سنوات وهو لم يكمل بعد التاسعة عشرة.. كانت ولا تزال ولقبل لحظات أخته الكبرى التي يلجأ إليها في ضيقه وألمه وحين يشتد وجعه. كانت معه حين ودع مقاعد الدرس واستعد لأن يقرر أين يكمل مشواره العلمي وكانت هي المستشار بالنسبة إليه، يأخذ برأيها الذي يعتزّ به.. هي صديقته، أخته أمه، أو كل ما سبق وليختار هو أي صلة للقرابة" الناشر: "كنت أعلم أن ثمة سؤالاً يحوم بين أضلعها... ولا بد أنها تنتقي الكلمات المناسبة لطرحه، أو هكذا كنت أتمنى... غير أن الصمت طال.. كانت تركز النظر على يدي وعقلها الطفولي مشغول بأمر ما... رفعت رأسي إليها، تلاقت نظراتنا عنوة وفي لحظة صفعني تساؤلها الذي قذفته في وجهي بصوتها المتهدج..".