كتاب عقيدة الإمام تقي الدين بن دقيق العيد بقلم ابن دقيق العيد ...تقي الدين بن دقيق العيدمن مفاخر أهل السنة الأشاعرة: الإمام تقي الدين بن دقيق العيد (ت702هـ) رضي الله عنه وأرضاه.إن الله سبحانه وتعالى قد أيّد أهل السنة الأشاعرة بما لا يحصى من العلماء الأبرار، وإن من أبرزهم وألمعهم الإمام العلامة المجتهد تقي الدين بن دقيق العيد رحمه الله.ترجمته
ومناقبه منتشرة في العديد من الكتب، فالكل يسلّم إمامته واجتهاده، لكن سأنقل هنا فائدة جليلة تفرد بها الإمام ابن المعلم القرشي إذ قال عنه:«كَانَ مُبَارِزاً لِأَهْلِ البِدَعِ مِنَ الحَشْوِيَّةِ وَالأَصْوَاتِيَّةِ وَالقَائِلِينَ بِالجِهَةِ، وَسَائِرِ الطَّوَائِفِ مِنَ المُبْتَدِعَةِ، مُنْكِراً عَلَيْهِمْ بِيَدِهِ وَلِسَانِهِ وَلَفْظِهِ وَجَنَانِهِ، وَيُغْرِي وَيُؤَلِّبُ عَلَيْهِمْ، وَلَا يَدَعُ لَهُمْ رَأْساً قَائِمَةً إِلَّا اقْتَطَفَهَا، وَلَا شَجَرَةً يُخْشَى شَرُّهَا إِلَّا اقْتَلَعَهَا» (مخطوط نجم المهتدي ج2/ص4).قلت: وكتاب "نجم المهتدي ورجم المعتدي" للإمام ابن المعلم القرشي (ترجمته في الدرر الكامنة للحافظ ابن حجر وقد أثنى عليه كثيرا) هو كتاب موضوع في الرد على بعض فتاوى ابن تيمية التي يثبت فيها حدوث كلام الله تعالى وأنه بحرف وصوت، وغير ذلك من عقائد التجسيم التي حاربها الإمام تقي الدين ابن دقيق العيد رضي الله عنه.وهنا مسألة دقيقة وهي أن الثناء الذي صدر من الإمام ابن دقيق العيد على ابن تيمية إنما كان قبل تغير حال هذا الأخير وإظهاره لما خالف فيه جمهور علماء أهل السنة، فقبل سنة 702هـ لم يكن لابن تيمية أي ظهور بما خالف به الجمهور، وتاريخ وفاة الإمام ابن دقيق العيد شاهد على ذلك.قال الإمام ابن دقيق العيد في عقيدته: وَكُلُّ صَفَةٍ لَا تَكُونُ إِلَّا لِلْمُحْدَثَاتِ فَهِيَ مُحَالٌ عَلَيْهِ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ؛ لِوُجُوبِ قِدَمِهِ. اهـقلتُ: وفيد ردّ صريح على فرقة الأصواتية الذين يثبتون لله ـ تعالى عن قولهم ـ صوتا حادثا يتكلم به، وهم الوهابية في عصرنا.