كتاب علم النفس التربوي

صالح محمد أبو جادو

علم النفس

كتاب علم النفس التربوي بقلم صالح محمد أبو جادو..تغيرت ملامح حياة الإنسان في العقود الأخيرة من القرن العشرين بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية، وتشير معطيات القرن الحادي والعشرين إلى أن تغيرات وتحديات أكثر حدة سيشهدها العالم في الحقبة القادمة، متمثلة في كم كبير من المشكلات التي ستفرض نفسها بقوة في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وغيرها من جوانب حياة بني البشر بجوانبها المختلفة.

وفي هذه الأيام التي يغير فيها التقدم التقني المذهل حياة الإنسان وأنماطها المختلفة، تبرز أهمية النظم القادرة على مواكبة عصر الانفجار المعرفي والتكنولوجي، وتربية الإنسان بطريقة شمولية تأخذ في الاعتبار جوانبه النفسية والعقلية والجسمية والانفعالية، وتزوده بآليات تمكنه من التكيف مع نفسه ومع ما يحيط به، من خلال الوعي السليم بحاجاته وحاجات مجتمعة وأمته، وتوفير القدرات اللازمة لإشباع هذه الحاجات بطريقة سوية، تأخذ في الاعتبار المحافظة على أصالة الموروث الثقافي للفرد والمجتمع، وتنطلق به نحو آفاق التجديد والمعاصرة، لمواكبة التطور، والمساهمة الفاعلة في بناء الحضارة الإنسانية.

وبالرغم من التطور الهائل الذي شهده العالم منذ بداية القرن المنصرم، إلا أن الانطباع السائد في أوساط التربويين في كثير من دول العالم يشير إلى أن هناك تراجعاً ملموساً في مستوى التعليم، مما حدا كثيراً من دول العالم على أن تدق ناقوس الخطر، وقد تنبهت هذه الدول إلى أن الأمة في خطر، وأبدت اهتماماً على أعلى المستويات لإيجاد الحلول المناسبة لهذه المشكلة التي تهدد حاضر الشعوب ومستقبلها.

وبالرغم من المتغيرات الكثيرة التي تؤثر في فاعلية النظم التربوية وقدرتها على تحقيق أهدافها، إلا أنّ هناك إجماعاً في أوساط المربين على أن المعلم يحتل دوراً بالغ الأهمية في تطوير العملية التعليمية التعلمية، ومن هنا فإن تدريب المعلمين يحتل مكانة مرموقة في تخطيط برامج الإصلاح التربوي التي نطمح إلى تحقيقها، استناداً إلى نتائج الدراسات والأبحاث التي تبين الكيفية التي يتعامل بها المعلمون مع المواقف الصفية المختلفة، والطريقة التي يفكرون بها، والاستراتيجيات التي يستخدمونها في التدريس، وإدارة عمليات التفاعل الصفي، والكيفية التي يتخذون بها القرارات المختلفة ذات العلاقة بمهمات التعلم التي يخططونها ويقومون بتنفيذها وتقويمها، فضلاً عن الطريقة التي تتكامل فيها معرفتهم بالمحتوى مع أساليب التعليم وإثارة الدّافعية للتعلم.

وقد جاء هذا الكتاب بهدف تزويد المعلمين وغيرهم من الممارسين التربويين بالمبادئ والتطبيقات التربوية لتحسين ممارساتهم وتطويرها في اتجاه التكيف مع متغيرات وتعقيدات الحياة في غرفة الصف، على أنّ هذا الكتاب كغيره من كتب علم النفس التربوي لا يستطيع أن يقدم كل الإجابات الشافية، للأسئلة الكثيرة التي يواجهها المعلمون يومياً في المواقف التعليمية، ولكنه يزودهم بأطر مرجعية تمكنهم بشيء من المرونة والإبداع من استخدامها في مواجهة هذه المواقف.

إن النهوض بمستوى التعليم يتطلب حشد الطاقات في جميع المستويات، من أجل القيام بمراجعة جذرية لكافة عناصر العملية التربوية، بما فهيا إعداد معلمين أكفاء قادرين على مواجهة متطلبات العصر وتحدياته، مدركين لسيكولوجية المتعلم وخصائصه النمائية، ناظرين إليه نظرة تقدمية تحترم كرامة الإنسان، وتطلق له العنان لتفجير طاقاته الإبداعية، وتحرره من الشك والتبعية والشعور بالعجز والدونية، فيسهم في خلق شخصيته القوية المتكاملة

شارك الكتاب مع اصدقائك