هذه الاسطورة كانت معينا لكتاب المسرح ليعبروا من خلالها عن مفاهيم دينية او مشاكل عصرية.
في هذه المعالجة لعلي أحمد باكثير نجد انه استعار الهيكل و ضمنه الذي يريد ان يكون او على حد تعبيره: "لقد اخذت نفس الكأس و صببت فيه خمرا جديدا" و هذه الطريقة، اي طريقة استعارة الهيكل دون المضمون، تسهل لنا عملية تناول المسرحية وادراك الهدف منها على أساس أن الاسطورة معروفة لنا و بذلك يتجه الاهتمام كله الى مايبغيه المؤلف مباشرة و دون الوقوف للتعرف على ملامح الشخصيات الرئيسية. فلدينا "فاوست" و خادمه "واجنر" و صديقه "بارسل" و الشيطان الذي يظهر له في صورة صديقه "بارسل" و "مارجريت" حبيبة "فاوست".
لكن ماهو الجديد في هذا الفاوست؟ الجديد هنا، أن "فاوست" يحمل كيان انسان شرقي بمكوناته البيئية و الدينية و ماطرأ عليها من مؤثرات حضارية غربية او بمعنى اخر ان المسرحية تعكس وجهة نظر انسان شرقي ازاء مشكلات العالم التي يثيرها انسان الغرب بحضارته التي تؤثر على العالم كله.
و من هذه المشاكل هي مشكلة العلم و الدين و اهمية هذه المشكلة تنبع من أهميتها لنا كشرقيين لأنه مازال هناك من اهل الدين من لا يؤمنون بالعلم و من اهل العلم من لا يؤمنون بالدين.
ولكننا نصل في النهاية الى انه لا تعارض اطلاقا بين الايمان بالله و بين العلم.
منقول بتصرف من مقدمة لشريف خاطر
كتاب فاوست الجديد - علي أحمد باكثير
لقد بنيت هذه المسرحية على الاسطورة الألمانية القديمة "فاوست" وهي الاسطورة التي تدور حول عالم من مدينة جوتنبرج بألمانيا يدعى "يوهان فاوست" و كان من المقرر له ان يكرس حياته دارسا للاهوت، فهجره لدراسة السحر و العلوم الغيبية فانتهى به الامر الى ان باع نفسه للشيطان و اختفى عن الأعين الى غير رجعة في ظروف غامضة جزاء متعة دنيوية.