كتاب فتح باب العناية بشرح كتاب النقاية بقلم الملا علي القاري..لما كان كتاب النقاية لباب كتاب الوقاية الذي هو لباب كتاب الهداية : كان بحق لباب اللباب . ومن أجل هذا تبارى جهابذة فقهاء الحنفية في خدمته وشرحه ، واستيفاء مقاصده وإظهار فرائده . وكان أعلاهم في هذا المضمار كعبا ، وأبلغهم في نيل مقصده أربا : الإمام الفقيه المحدث الشيخ علي القاري ، فقد نظم في شرحه : ( فتح باب العناية ) المزايا المنثورة في كتب من تقدمه من الأئمة ، مثل كتاب المبسوط للسرخسي ، والبدائع للكاساني ، والهداية للمرغيناني ، والاختيار للموصلي ، وتبيين الحقائق للزيلعي ، وشرح الوقاية لصدر الشريعة ، والعناية للبابرتي ، والبناية للعيني ، وغنيمة المتملي لإبراهيم الحلبي ، وحلبة المجلي في شرح منية المصلي لابن أمير الحاج الحلبي ، وفتح القدير للكمال بن الهمام ، وغيرهما .
بل يمكن أن يقال : إن لخص فيه كتاب فتح القدير من معارك النقاشات والخلافات ، ويسر أسلوبه ، وفتح عبارته ، وجاء به سهلا سائغا عذبا نميرا . كما أنه استخلص زبدة شروح النقاية التي سبقت شرحه هذا ، فكان شرحه حقا : ( فتح باب العناية ) وأفضل الشروح جميعا ، كما أنه أنقاها لغة ، وأسلسها عبارة ، وأوفاها استدلالا ، وأحسنها تعليلا ، مع امتيازه _ إلى هذه المزايا _ بعزو الأحاديث إلى مخرجيها ، والأقوال إلى قائليها . لهذا كان قارئه لا يجد نفسه محولا بينه وبين فهمه كما هي الحال في جل كتب الفقه ، بل إنه ليرى هذا الكتاب وكأنه ليس فيه لللغة العلمية والمصطلحات الفقهية الخاصة أي نصيب . ومن أجل هذا اخترت خدمته وطبعه ونشره ، ليكون في يد كل مسلم وشاب متفقه في دينه ، حريص على صحة عبادته وفهم شريعته