كتاب فقه المرور بقلم محمد الحسيني الشيرازي من أهم ما تتميز به رسالة النبي الأكرم (صلّى الله عليه وآله) من بين سائر الرسالات السماوية السابقة عليها، هو كونها الرسالة الخاتمة، التي إنما جاءت لتواكب مسيرة الإنسانية منذ لحظة الوحي الأولى وحتى قيام الساعة، وتقدم الحلول المناسبة التي تستدعيها المشكلات التي يثيرها التغيّر في أشكال الحياة
والتطور في أنماط العيش.وفي الوقت الحاضر، وبعد كل هذا التقدم الذي شهدته وتشهده الحياة المعاصرة على صعيد إنشاء الطرق والجسور وتسهيل أمور النقل والمواصلات، وما يلزم عن ذلك من اهتمام بموضوع تنظيم السير ووضع القوانين التي تُعنى بأمور السفر والسياحة والتنقل بين مدينة وأخرى أو بين دولة وأخرى. وانطلاقاً من الإيمان بأن الإسلام دين الحياة وأنه ما من واقعة إلاّ ولله فيها حكم، يخصّص الإمام الشيرازي (دام ظله) من موسوعته الاستدلالية في الفقه الإسلامي كتاباً بعنوان (كتاب المرور) يتناول فيه قواعد المرور، ويحدّد فيه الرؤية الإسلامية الصحيحة، والتي ينبغي أن تسير البشرية وفق هديها، في ما يخصّ الطرق والجسور وقوانينها وما ينبغي على السائقين والمشاة الالتزام به من قوانين وآداب، وما تستوجبه المخالفات الصادرة عنهم من عقوبات، وغير ذلك مما له صلة بالموضوع.