كتاب في وجدان القرية بقلم عبد الرحمن صالح العشماوي..وسائل الحياة في القرية تغيرت , أعمدة الكهرباء قضت على جمالها مسائها الموشي بالنجوم , جهاز التلفاز أحدث في النفوس هزة كبيرة , وأثار في نفوس كبار السن مشاعر متناقصة , يتصارع فيها القبول والرفض , بعض عجائز القرية امتنعن من الجلوس أمام التلفاز حتى لا يراهن المذيع !. لقد أضافت الحياة الجديدة إلى القرية أشياء جديدة , ولكنها سلبتها هدوءها , وأثارت غباراً على فطرتها السليمة , وبدأت تسلب منها روح التاَلف والتكاتف ,
إن القرية الحديثة لا ترضى بالتعايش مع القرية القديمة أبدًا , إنها تقتلعها من الأعماق , وترسم صورة جديدة لحياة تلائم التغير الذي طرأ على النفوس الأجيال الجديدة وعقولهم . إن هذه الأجيال الجديدة تسعد بهذا التطور لأنه صنع لها , فهي تراه الأسلوب الأمثل للحياة , أما كبار السن فقد سعروا أن هذا التغير قذف بهم على هامش الحياة , فصاروا تعيشون حالة انتظار ممل في قاعة السفر إلى العالم الآخر , تلك القاعة التي تكتظ دائماً بالمسافرين . إنها الحياة قطار لا يتوقف , ينزل منه قوم ويصعد آخرون , وكل شيء عند ربك بمقدار . [[ كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.