كتاب قلب مفتوح

تأليف : عبده وازن

النوعية : مذكرات وسير ذاتية

قلب مفتوح" للناقد والشاعر اللبناني "عبده وازن" كتاب، ارتكز فيه الشاعر على مقاربة نفسية - تأملية، لينسج من خيوطها حكايته الخاصة، هي شرفات أطل بها من نافذة المستشفى التي دخلها لإجراء عملية قلب مفتوح "كأن الحياة لم تكن لتبدأ في غرفة وتنتهي في غرفة،

  هنا داخل الجدران تتعاقب فصول الحياة وتتقاطع" من الطفولة إلى المراهقة إلى الشباب وصولاً إلى مرحلة النضج "إنها الذكريات، ذكريات هذا الفتى الذي كان يكره أن يُسمى "يتيماً"، "كانوا يسموننا أبناء المرحوم قيصر وكان يؤلمني ذلك التهامس كثيراً، مثلما كانت تؤلمني النظرات التي تُلقى علي وملؤها الشفقة" ولكن "الحرية التي نشأت عليها تمنحني قدراً من الرضا أنا سيد نفسي ولا أحد فوقي".  وهكذا يجسد أديبنا تجربته في الحياة بأسلوبه الخاص، وسخريته المبطنة، وبتعابيره المختصرة لصور متعددة من الحياة، كومضات تأتي حيناً وتغيب أخرى، بطقوسها المتفردة، الخارجة عن المألوف بحدتها وشكلها المدروس ينقل لنا صوراً من الماضي، وخواطر شاعر مرهف الإحساس، يلامس بشفافية أوجاع الناس، أفراحهم، وأتراحهم، في الحي، في الوطن، في الغربة، إنها صور "الصور لا تكون إلا في صيغة الماضي الذي كان البارحة أو قبل أعوام طوال".  بل هي أكثر من ذلك إنها أفكار "لا تأتيني الأفكار إلا عندما أكون وحدي، بجسدي المجروح، أنظر أبعد ما أمكنني، ممدداً على السرير أو جالساً على الكنبة، كأنني داخل الزمن وخارجه، أحس النهار والليل ولا أعيشهما (...) وحدها الذكريات تنبثق من الداخل، صوراً تتلوها صور. وحدها الأفكار التي تطرق نافذة الرأس، تحملني إلى حيث لا أعلم". هذا الكتاب ليس مجرد أفكار أو صور، أو ذكريات، أو أحلام، إنه إشراقه أمل تنبعث من جديد عودة إلى الحياة، فكيفما نفهم الحياة نجدها ونتحسسها ونعبر عنها بالكتابة "ماذا أكتب؟ لا أدري، أعرف أنني أكتب، أنني أعيش الكتابة، أنني بها أعيش وبها أميت الموت. لا يهمني ما أكتب، المهم أنني أكتب وما أكتبه وحده يجيب على السؤال الذي لا جواب له. أكتب الآن، لقد عدت إلى الحياة حقاً. ما أجملك أيتها الحياة عندما تشرقين من وراء سور الليل".  "قلب مفتوح" شهادة جديدة على اجتهاد أديب وشاعر يجدد في عمله، ويأتي جديدة واضحاً وكثيفاً ونوعياً في آن.

شارك الكتاب مع اصدقائك