كتاب قواعد الترجيح بين الأدلة عند الأئمة الأربعة

كتاب قواعد الترجيح بين الأدلة عند الأئمة الأربعة

تأليف : فضيلة الشيخ حذيفة حسين القحطاني

النوعية : علم الإجتماع

أما بعد، فإن علم أصول الفقه من أشرف العلوم الشرعية، إذ به يعرف طريق استنباط الأحكام من أدلتها التفصيلية، ويدرك وجه الاستدلال بالكتاب والسنة والإجماع والقياس وغيرها من الأدلة المعتبرة. ومن أبرز مباحث هذا العلم مسألة "الترجيح بين الأدلة" عند تعارضها ظاهرا، وهي من أعقد المسائل وأدقها، إذ تتطلب فقها عميقا وتمييزا دقيقا بين النصوص ومراتبها، ومعرفة بمناهج الأئمة في الجمع والتفضيل. وقد برز الأئمة الأربعة — أبو حنيفة النعمان، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن حنبل — رحمهم الله جميعا — كأعلام الاجتهاد، لكل منهم منهج متميز في التعامل مع الأدلة وطرق الترجيح بينها. فكان لأبي حنيفة اعتبار خاص للأصول الكلية والقياس، وتميز الإمام مالك بالعمل بعمل أهل المدينة، واعتنى الشافعي بمراتب البيان والنصوص، بينما اشتهر الإمام أحمد بالتزام النص والأثر. ولأهمية هذا الموضوع وخطورته، يأتي هذا الكتاب "قواعد الترجيح بين الأدلة عند الأئمة الأربعة" لبيان المنهجية العلمية التي سار عليها هؤلاء الأئمة في الموازنة بين الأدلة المتعارضة، وذكر القواعد التي اعتمدوها في التفضيل والجمع، مع توضيح التطبيقات الفقهية التي تظهر هذه القواعد في المذاهب الأربعة. وقد سعينا في هذا المؤلف إلى الجمع بين الأصالة والمعاصرة، فحرصنا على عرض القواعد بأسلوب علمي رصين، مع الاستشهاد بأمثلة تطبيقية من كتب الفقه والأصول، وإبراز أوجه الاتفاق والاختلاف بين المذاهب، مما يجعل الكتاب مرجعا مفيدا لطلاب العلم والقائمين على الدراسات الشرعية. نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، ونافعا لعباده، وأن يوفقنا وإياكم لفهم دينه حق الفهم، والعمل به على الوجه الذي يرضيه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. تأليف فضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني مسؤول إفتاء محافظة صلاح الدين
أما بعد، فإن علم أصول الفقه من أشرف العلوم الشرعية، إذ به يعرف طريق استنباط الأحكام من أدلتها التفصيلية، ويدرك وجه الاستدلال بالكتاب والسنة والإجماع والقياس وغيرها من الأدلة المعتبرة. ومن أبرز مباحث هذا العلم مسألة "الترجيح بين الأدلة" عند تعارضها ظاهرا، وهي من أعقد المسائل وأدقها، إذ تتطلب فقها عميقا وتمييزا دقيقا بين النصوص ومراتبها، ومعرفة بمناهج الأئمة في الجمع والتفضيل. وقد برز الأئمة الأربعة — أبو حنيفة النعمان، ومالك بن أنس، ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن حنبل — رحمهم الله جميعا — كأعلام الاجتهاد، لكل منهم منهج متميز في التعامل مع الأدلة وطرق الترجيح بينها. فكان لأبي حنيفة اعتبار خاص للأصول الكلية والقياس، وتميز الإمام مالك بالعمل بعمل أهل المدينة، واعتنى الشافعي بمراتب البيان والنصوص، بينما اشتهر الإمام أحمد بالتزام النص والأثر. ولأهمية هذا الموضوع وخطورته، يأتي هذا الكتاب "قواعد الترجيح بين الأدلة عند الأئمة الأربعة" لبيان المنهجية العلمية التي سار عليها هؤلاء الأئمة في الموازنة بين الأدلة المتعارضة، وذكر القواعد التي اعتمدوها في التفضيل والجمع، مع توضيح التطبيقات الفقهية التي تظهر هذه القواعد في المذاهب الأربعة. وقد سعينا في هذا المؤلف إلى الجمع بين الأصالة والمعاصرة، فحرصنا على عرض القواعد بأسلوب علمي رصين، مع الاستشهاد بأمثلة تطبيقية من كتب الفقه والأصول، وإبراز أوجه الاتفاق والاختلاف بين المذاهب، مما يجعل الكتاب مرجعا مفيدا لطلاب العلم والقائمين على الدراسات الشرعية. نسأل الله تعالى أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم، ونافعا لعباده، وأن يوفقنا وإياكم لفهم دينه حق الفهم، والعمل به على الوجه الذي يرضيه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. تأليف فضيلة الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني مسؤول إفتاء محافظة صلاح الدين