نبذة المؤلف:
قيمة من التراث تستحق البقاء هي حقيقة توشك أن تكون واضحة بذاتها، ليست بحاجة إلى برهان يقام على صوابها ، لأنها حقيقة يدركها الإنسان بفطرته إدراكا مباشرا، أو تكاد؛ وأعني بها أن الولد إذا أراد أن يحيا على نهج والده، فهو لا يطالب أن تجيء المحاكاة قولا بقول وفعلا بفعل، فذلك في منطق الحياة ضرب من المحال.
فشجرة الورد تجيء على صورة شجرة الورد التي سبقتها، لكنها لا تجيء مطابقة لها مطابقة كاملة في فروعها وأوراقها وورودها؛ وإن أصحاب المعرفة بدنيا النبات ليزعمون لنا بأنك لن تجد في ملايين الملايين من وحدات النبات، ورقتين تطابق إحداهما الأخرى في كل أجزائها؛ وذلك هو سر الحياة في شتى كائناتها: أن يكون لكل كائن على حدة فردية لا يشاركه فيها كائن آخر؛ وحتى التوائم، فمهما بلغ التشابه بينهم، فيكفي لاختلافهم اختلاف البصمات. وإذا كان ذلك هو مبدأ الحياة فى تصويرها للأحياء من أدناها إلى أعلاها، فكيف بالإنسان الذى جعله الله مسؤولاً عما يفعل، لا يشفع له أن يكون قد رجى فى فعله مجرى السالفين وإنذ فهي- كما قلت حقيقة توشك أن تكون من البدائه الأولية، لا يكون المقصود بمحاكاة والأخر للأوائل، محكاة لا تدع مجالاً للابداع وللإرادة الحرة تختار لتقع عليها تبعة اختيارها.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.