التفكير بجدية عندما تعرض له إحدى الحقائق الهامة ولا يتجاهلها، فإنه سيصل إلى نتيجة واحدة هي: أن كل ما في هذا الكون الواسع من الأحياء والجمادات، بما فيها الإنسان نفسه، إنما هي جزء من خلق الله العظيم المتقن. الإنسان لا يرى خالقه، إلا أنه عندما يتأمل كل الآيات، التي يجد نفسه محاطاً بها كل يوم، سيدرك وجود الله وصفاته. ستفتح له محاولاته الصادقة والمخلصة الطريقة لفهم أوامر خالقه وتوصياته والطرق التي تتضمن له كسب رضاه. وكل إنسان عليه التركيز وعليه ألا يتجاهل تلك الأوضاع المعجزة التي يعيش فيها، فهو يعيش في كره تدور حول محورها بسرعة 1670كم/سا، وهذا لا يستوعبه عقل الإنسان المحدود إذا ما تمعن في أنه ورغم تلك السرعة، فإن هذه الكرة هي في وضع استقرار تحكمه العديد من التوازنات لجعل الحياة عليها ممكنة، مما يشير إلى أن هذا النظام المتقن هو من صنع الخالق العظيم. هذه الحقيقة بالإضافة إلى حقائق كونية أخرى يستعرضها المؤلف من خلال كتابه هذا في محاولة لتذكير القارئ بقدرة الله الخالق المبدع العظيم، وإدراك روعة خلقه، الذي ليس بالإمكان تجاهله على الإطلاق. وهذه الحقائق الكونية التي يستعرضها المؤلف شارحاً ومبيناً إعجاز الله سبحانه وتعالى في خلقه. هذه الحقائق التي يبينها المؤلف هي أكثر الحقائق خطورة في حياة الإنسان وقد كانت على التوالي: وجود الله خالق كل شيء، عدم وجود عملية تدعى بالتطور حدثت على وجه الأرض، وأن كل ما في الوجود دليل قوي على خلق الله العظيم، ليس بالإمكان تجاهل الذباب المعجزة التي ترف بأجنحتها 500 مرة في الثانية، أن الأطعمة المتنوعة وجمال الكون من نعم الله، إن ثلاثة أو أربعة عقود من الزن تمر كما تمر ثلاث أو أربع دقائق، أن كل روح ستواجه الموت بعد هذه الحياة الزائلة، أن كل الأرواح ستبعث بعد الموت وتقف بين يدي الخالق للحساب، أن كل روح بعد هذا الحساب إما يذهب للجنة أو إلى النار، أن الالتزام بالقرآن الكريم، الهادي الوحيد إلى سبيل الله، التفكر بعمق في كلٍّ من هذه الحقائق.
كتاب لا تتجاهل تأليف هارون يحيى
منذ اللحظة التي يستيقظ فيها الإنسان صباحاً، ينغمس بمشاغل لا نهاية لها، وبذلك يغفل عن التفكير بموضوع غاية في الأهمية. إن المكان الذي يشغله الإنسان في هذا الكون لا وزن له، فهو فيه أشبه بذرة رمل في بناء شاهق، قد يدهشك هذا الأمر ولكنه حقيقة واضحة لا ريب فيها. إذا حاول الإنسان