كتاب لون الماء بقلم عبد الكريم بدرخان... يقولون: القصيدةُ مضمونٌ وشكل.
بقليلٍ من الاهتمام أنظر إلى هذه المقولة، فقد خرجتُ الليلةَ الفائتةَ متعَباً تعباً غيرَ عاديّ بعد قراءة هذه المجموعةِ الشعريّة: فهي لا تقولُ لكَ الأشياءَ والمعانيَ والصورَ، هي تجعلُكَ على نحوٍ مباغِتٍ شيئاً أو معنى أو صورةً، معلّقاً بين الوجود والعدم،
ومحدِّقاً في وردةٍ يُدهشكَ ما حلَّ بها من الدمار، ويُدهشكَ أكثر كلُّ هذا الجمال الذي بقي لها.
وردةٍ أُوتيتْ أيضاً بياناتِها الداخليّةَ في عددٍ من قضايا الحياة والفنّ والفلسفة، منعَها من أنْ تخرج على حلِّ عقلِها ما هو أجدرُ بالخروج على حلِّ شِـعرِها.
ليلةَ أمسِ، لم أكنْ أقرأ "لون الماء"، كنتُ مع عبد الكريم بدرخان...
مع رجلٍ غزيرِ الدموعِ والأزهار البريّة لا " كغيرهِ من منتجات الحداثة".
* الشاعر عبد القادر الحصني – أيلول 2017.