ينتظر الجميع نصراً من الله تعالى.. وتتفاوت وجهات نظرهم في قربه وبُعده.. ويقولون: عسى أن يكون قريبا.. ولكن الله تعالى خلق الأسباب والمسببات, ووضع سنناً للنصر, ووضع له مبشرات وعلامات, ودلائل تدل على اقترابه, وإشارات تدل على تحققه في عباده.. وعلامات أخرى تدل على الفئة
المنصورة من الناس, وكذلك على الفئة الضالة عن منهج التمكين والنصر. يتحدث هذا الكتاب عن دروس استخلاص النصر من الهزيمة, وعن مبشرات النصر, وعن شروط الله تعالى في تمكين الأمة وإعادة مجدهم وعزهم بين الأمم, والفهم الحقيقي للإيمان بقضاء الله قدره, وشروط التغيير التي يجب حصولها في الأمة لتستحق نصر الله تعالى لها, كما يسلط الضوء على مكامن الخلل والضعف, والتي على الأمة معالجتها وتجاوزها أولاً قبل أن تحتفل بنصر الله تعالى. وفيه تأملات في الإعداد لنصر الله عز وجلّ, وعوامل هذا الإعداد الجيد, ووحدة الصف, وقوة الأمة, واجتماع كلمتها, والثبات على جهادها, والتمييز الحقيقي بين الحق والباطل, والصبر على تأخر النصر, والإيمان الراسخ بقدرة الله تعالى وحسن تدبيره. كل تلك المعاني, مستوحاة من معين القرآن والسنة, ومرتبطة بالواقع الذي تعيشه الأمة الإسلامية اليوم, وهي ذات المعاني التي تصلح لكل زمانٍ ومكان, أينما وُجد المسلمون الموحدون, وفي أي وقت أرادوا فيه الرجوع إلى الله تعالى وبناء حضارتهم العظيمة المشرقة على الإنسانية جمعاء.
