كتاب مخاضات الحداثة التنويرية بقلم هاشم صالح..هذا الكتاب مؤلَّف من قسمين منفصلين ومتكاملين في آن: القسم الأول يتناول بالدرس مفهوم القطيعة الإبستمولوجية في الفكر وكيف أنها تؤدي إلى قطيعة سياسية وحياتية أيضاً، وليس فقط معرفية نظرية؛ فالتنوير الفلسفي في الغرب سبق الثورة الفرنسية ومهَّد لها الطريق، وقد درسنا بإستفاضة وتوسُّع هذا المفهوم المركزي الذي يحتلّ مكانة حاسمة في تاريخ الفكر من خلال إستعراض نظريات كبار فلاسفة الغرب وعلمائه الإبستمولوجيين من أمثال: غاستون باشلار، ميشيل فوكو، جورج غوسدورف، توماس كهن وآخرين عديدين.
أما القسم الثاني من الكتاب فمكرّسٌ للحديث عن قطيعة إبستمولوجية لم تحصل بعد، هي قطيعتنا نحن العرب مع عقلية القرون الوسطى، ولذلك يطرح الأمور من زاوية السؤال الثاني: كيف الخروج من العصر الأصولي المتكلّس؟ كيف يُمكن أن نُحدث قطيعة عميقة في الفكر والحياة عندنا على نحو ما سبقتنا إليه أمم أخرى في هذا العالم؟.
وهنا يجد القارئ عدة أبحاث عن الحركات الأصولية، والعرب والتنوير، ودور الفلسفة في بلورة المشروع الحضاري العربي، وموقف اليابانيين والصينيين والروس من الحداثة الغربية مقارنةً بالواقع العربي - الإسلامي... إلخ، ويخلص القسم إلى طرح السؤال التالي: ألم تصبح القطيعة التنويرية ضرورة تاريخية بالنسبة لنا نحن العرب والمسلمين؟ وهل هي ممكنة في المدى المنظور؟.
وقد ختمنا الكتاب بمقالتين عن القطيعة الإبستمولوجية سبق وأن أجريناهما: الأولى مع الفيلسوف الفرنسي جيل غاستون غرانجيه، والثانية مع العالِم المصري رشدي راشد.