يعد الدكتور محمد حامد الأحمري حالة فكرية متقدمة على الساحة الثقافية اليوم. فهو في كل مواقفه وكتاباته يبتعد عن صورة المثقف النمطية التي اعتدنا عليها، المثقف الذي تكاد تكون صورته وتجربته حالة مستنسخة في كل أقطار الوطن العربي،
ولكن الأحمري خرج عن عباءة الأجداد بفكر جديد يبني ولا يهدم؛ ذلك أنه من القلائل الذين راهنوا على أن السواد الأعظم من الأمة هو من سيدفع العجلة الصدئة لحركة التاريخ في البلاد العربية. وتلك نظرة عزيزة، فقد تعود خاصة المثقفين أن يصموا العامة من الأمة بأنهم " ... يُعكرون الماء ويغلون السعر ويضيقون الطريق" لكن الدكتور الأحمري في مقابلاته والتي سيعرض بعضها – هذا الكتاب – كان يقول: " هناك غفلة عند كثير من المثفين، ولكن يقابل ذلك تصاعد وعي عام عند العامة ...". وفي هذا الكتاب يجمع الأستاذ أحمد فال الدين مقابلات أجريت مع الدكتور الأحمدي في الصحف والمواقع الألكترونية اختار لها عنوان "مطارحات في الفكر والدين" لقرب عبارة المطارحة لغوياً وتراثياً مما يسميه الناس اليوم بالمقابلات. ففي مختار الصحاح أن "المطارحة إلقاء القوم المسائل بعضهم على بعض". وهذه مسائل ألقيت على الدكتور الأحمري في سنوات تكثفت فيها عناصر التاريخ في محيط الأمة وتجددت فيها طراوة أسئلة الدولة والدين والشرعية والطائفية.