كتاب مغامرات المحقق أحمد مهران لغز القصاصة الورقية بقلم ذويزن الشرجبي .. ضحية قتلت في ظروف غامضة، ومتهم بريء لا حول له ولا قوة، ومسرح جريمة استحال لخراب بعد أن تضرج بالدماء، وفاعل مجهول اختفى وتلاشى وسط العدم. فهل سيستطيع بطلنا المحقق أحمد مهران مساعدة المتهم المسكين وكشف اللغز الغامض الذي يكتنف هذه القضية الشائكة، خاصة بعد وصولها لمرحلة، أصبح فيها كل من في مدينة عدن مشتبهاً به.. في إطار عدني أصيل، وسط منطقة كريتر، تَستهل أحداث الرواية البوليسية بدايتها، بعفويتها وبساطتها ومظاهرها البهيجة والمحببة لكل القلوب، لكن ما تلبث بعد مدة أن تتصاعد رويداً رويداً، لتصطدم بحدث جسيم غير متوقع، فقد وقعت جريمة قتل غامضة لم يشهدها أحد عياناً، والتف الناس على إثر سماع الخبر من كل مكان ليقفوا على بقايا الحادث، فنرى هنا جِبِلةً أصيلةً متجليةً بصراحة، وتمايزاً واسعاً للوعي الإنساني العام، فالكل هنا يُدلي بأقواله الخاصة، والكل يتداول فيما بينهم حول حقيقة الجريمة. لكن هنالك شيئاً خطيراً، لم يستطع الجميع إدراكه في تلك الأوقات حيث توارى خلف العِلم المشهود، وحينما يمر المحقق الشاب مصادفة ويقرر التدخل، تتكشف أسرار وخفايا أخرى مخالفة تماماً لما اعتقده الجميع طوال الوقت، فالفعل خفيٌ والشر مضمرٌ ولا مجال للتكهنات الأولية القاصرة لتسود على الساحة. وفي تطور فادح متسارع لحظة أن هُددت حياة المحقق الشاب، يبرز تطور جلي غير متوقع انتشل الجميع وألزمهم خط العقل وسدادة المنطق، لكن كيف وقعت الجريمة الغامضة ومن هو الفاعل الحقيقي، فالخيوط المتتبعة متشتتة ها هنا برغم وضوحها، بيد أنها لا توصل لبر سليم. ومسرح الجريمة يأبى قطعاً التصريح بهوية الفاعل الحقيقي، فقط الغموض المطلق والحيرة العارمة هي من سادت الموقف واستحكمت بحركة مفاصل سير القضية، في وقت أضحى جميع سكان مدينة عدن بلا خلاف مشتبهاً بهم، ولاحقاً في نقطة ما ينزلق الموقف حد الذهول، مما يدفع الجمع لأن يهب وعلى رأسهم المحقق الشاب ليتدارك الموقف الفادح، من أمسى بلا جدال شأناً لا يستهان به. عندها يقرر المحقق اللامع الاعتماد على آخر وسيلة متوفرة عنده، ويعمد للقيام برهان أخير ليقي المتهم المظلوم من الوقوع لحافة الهلاك المحقق، في وقت أحكمت كل الاتهامات قبضتها حول رقبته وأطبقت سطوتها، ولكن ذكاء بطلنا وقدرته الاستنتاجية المذهلة - بعد توفيق المولى تبارك وتعالى - لم يُخيّبوا أمله مطلقاً، فتُكشف الحقيقة حينئذٍ ويرجع الحق لأصحابه الأصليين، في سابقة تجلت لأول مرة على القضايا البوليسية.