كتاب وخز المشاعر تأليف حاتم إبراهيم سلامة .. ما قيمة المرء حينما يتجرد من الإحساس والمشاعر فلا يشعر بمن حوله.. لا يبالي لآلامهم أو يئن لآهاتهم أو يجزع للأوائهم؛ أو يضنيه دمع جفونهم، ويسوؤه ضنك حياتهم. ما قيمة هذا الإنسان الذي يعيش في الحياة لا يُبصر أحوال الناس، ما الذي يميزه عن تلك الحجارة الصماء الباردة، التي لا روح فيها ولا وجدان. علمنا الإسلام أن نعيش لغيرنا، ونشعر بالناس من حولنا، ونبذل الخير ونسعى لتقديمه.. والحرص على كل ما يسعد البشر، ويمنحهم الفرح والسرور. إنه الإحساس يا أخي في حياة المسلم تلك القيمة التي يغرسها الإسلام في أتباعه، فيتحركون بها في حياتهم كل مظاهر حياتك وشؤونها، حتى يوافق فطرة الإنسان التي خلق عليها، فهذه القيمة مما ميز الله بها البشر، فإذا تنكر لها أحدهم فهو انحراف عن مسار الإنسانية إلى الحيوانية والجمادية. فقيمتك في إحساسك، وميزتك في شعورك، ويوم أن تتجرد من هذه السمة، فلا معنى فيك للإنسانية أو الآدمية، فإنسان بلا إحساس وبلا شعور، هو آفة على هذه الأرض. كل هذا لأنه ليس حساس، وقلبه مجرد من الشعور، ولا تعرف الرحمة إليه طريقاً.