هذه مسرحية تجري حوادثها في ميدان جديد.. وبين أبطال - أغلب ظني - أنه لم يسبق لهم التعرض للأضواء والاضطلاع جماعة بالظهور والتحرك والعمل والحياة أمام الجماهير. لقد تعودوا أن يسلطوا الأضواء على الناس وهم بمنأى عن الضوء، وأن ينشروا السير وسيرتهم مطوية ويكشفوا الخبايا وخباياهم في بطونهم ويعلم الله وحده إلام أهدف بهذه المسرحية .. وما قصدت من كتابتها. ماذا دعانى إلى المغامرة بتسليط الضوء على منابع الضوء وإلى محاولة كشف من بأيديهم وسائل الكشف؟ أأقصد بذلك فحص داء وعلاج علة؟! أأقصد
.. إقامة معوج وإصلاح فاسد وهداية ضال وإظهار خطأ وتوضيح صواب؟! الواقع أن هذا هو ما يجب أن أدعيه .. ولكن لا أستطيع إدعاءه .. فما أظنني قد بلغت من الغرور والغفلة إلى حد أن أنصب نفسي مصلحا لهذا البلد ومرشد لهؤلاء الناس. حاشاى أن أدعى مثل هذا الهدف المتعالي .. لأنني- للأسف والفجيعة - عندما أمتب متحررا من كل شئ حتى من قيود الهدف.. بل أترك الأفكار تنساب من ذهني حسبما يتراءى له ولها فأريحه من حملها وأريحها من حصاره. فهذه المسرحية هى انطلاق فكرة.. كل ما أرجوه ألا تصدم في انطلاقها أحدا.. أو تزعج أحدا .. خذوها بسهولة .. إذا أعجبتكم فبها ونعمت ، إذا لم توافق مشاربكم وأهواءكم فدعوها تمر، وأقذفوا بها وراء ظهوركم واتركوها تذروها ريح الزمن والنسيان، واعتبروها مجرد عبث شيطاني لإزاحة الستار عما وراء الستار