يقول الراوي: قرأت كتاباً غير مجرى حياتي كلها. ولكن ما هو هذا الكتاب؟ ومن هو مؤلفه؟ وما هي الأفكار التي تختبئ في ثناياه؟ هذه الأسئلة تبقى في حكم (المجاهيل) الرياضية، ومن ثم فإن الراوي يصطحب القارئ معه في رحلتين تفصل بينهما عشر سنوات للبحث عن الإجابات الممكنة لهذه الأسئلة -المجاهيل. ولكن ما هي الحياة الجديدة التي ينشدها كاتبنا الألمعي؟ أهي تشكيلة حياة الغرب الاجتماعية الاقتصادية السياسية، أم تشكيلة حياة الشرق؟ أهي في المادة أم في الماورائيات؟ إن كاتباً من هذا الطراز يستحيل أن يشير إلى نمط حياة محدد في سياق عمل أدبي ليس من اختصاصه أساساً التحديد والتأطير والتفقيط إنه يطرح أسئلة، وينتقد مظاهر وأنماط من دون أن يبدو عليه أنه ينتقد أو يعيب.
رواية الحياة الجديدة تأليف أورهان باموق
يكتب أورهان باموق الرواية كمن يحفر بئراً عميقة بإبرة التطريز، وإن أية فكرة يتخذها محوراً لعمله الروائي، مهما تكن صغيرة ومهملة، تقوده إلى رسم بانوراما (إنسانية، اجتماعية، تاريخية، سياسية، فلسفية) لتركيا والعالم بشقيه المتقدم والمتخلف. في مطلع "الحياة الجديدة"