في عام 2030 تردت الأحوال الإقتصادية في جمهورة مصر العربية ، لدرجة إختفت معها الشريحة الوسطى من الشعب ، وقد أُستغلت هذه الظروف من قبل التكوينات الجهادية التي عششت في مصر قبل هذا الزمن بعهد طويل ( وعلى رأسها طبعاً داعش ) ،
فأستقطبت عدداً مهولاً من الشباب الجامعي اليائس ، ورتبت لكل منهم لقاء مع إثنين وسبعين من الحور العين ، وبالفعل ، وفي فترة قصيرة جداً عايش أقباط مصر ما سمعوا أن أجدادهم مروا به في عصور الإضطهاد ، مذابح في كنائس ، ليست صغيرة أو غير مؤمنة ، بل في مطرانيات وكاتدرائيات تضم داخلها مؤسسات خدمية ، في مناسبات لا يقل قاصدوها عن ثلاثة آلاف مُصلياً ، بين تفجير وحرق وهدم ، وهجوم من بلطجية بأسحة عشوائية ، أو مسلحين محترفين ببنادق آلية . لم ترتخِ الدولة ولم تتجاهل آفتها ، بل إعترفت بأن هناك إرهاباً حقيقياً "تأمل" صده ، الأمر الذي أقلق الكنيسة . بدأت الكنيسة تثراجع نفسها ، وتساءلت عن السياسة التي سينتهجها المسيح في مثل هذا الموقف ، ثم إنتبهت إلى أن المسيح لم يُوضع في هذا الموقف . شكلت الكنيسة المصرية تنظيماً سرياً يحمي الأقباط في كنائسهم ، ويقتنص العناصر الجهادية التي لم تصلها يد الحكومة بعد ، ولم تفعل الكنيسة هذا كنوع من المساعدة للنظام ، بل كإنفراد بحق الإنتقام ، وبالفعل إستطاع هذ التنظيم أن يوفر بشكل سري تأميناً أفضل بكثير من التي كانت تقدمه الداخلية . ضباط وأطباء ومثقفون أقباط ، مُتقاعدون من مناصبهم ومُلتزمين دينياً لحد بعيد .. كل هؤلاء إجتمعوا بشكل جِدي وبمحض موافقتهم تحت إسم : ( حراس أورشليم ) . وقد تم إرسالهم إلى اديرة مُنعزلة بالصحاري ، وهناك تم تحويلهم لمحاربين .