رام الله، رُغم جمالها، وتنوّعها، والحريّة التي تمنحها للمقيمين والعابرين، إلا أنّ لها وجوهاً أخرى، لا تعرف سوى لغة المصالح والمنفعة. نشأت فيها طبقة لا يهمّها من الدنيا سوى متعتها وسعادتها، حتى لو كانت على حساب الآخرين،
فما أن تسير في شوارعها حتى ترى السيّارات الفارهة، والمطاعم، والمقاهي، على النّمط الأوروبيّ، محرّضةً إيّاك على الدّخول وإفراغ ما في جيبك. إنها عاتبة على رام الله لما تفعله بمحبّيها، إذ تلبس وجهاً ليس وجهها، وتتكلّم بصوتٍ ليس صوتها، مستسلمة لجماعة من الرأسماليين الذين يستميتون لتدمير كل قيمة جمالية في المدينة، وتحويلها إلى أداة نفعيّة وربحيّة، بحجة الانفتاح والحداثة. قالت لنفسها وهي تنظر من نافذة الباص العموميّ: "المدن مثل البشر، تتغيّر وتبدّل جلدها ولون بشرتها، وفق معطيات الواقع وضرورات المصلحة، لكنني أحب في رام الله رائحتها القديمة، وألوانها الدافئة التي تملأ قلوب الناس بالحب والأمان، وأريدها أن ترجع إلى أحلامها بالحرية والإبداع، بعيداً عن الأنماط الاستهلاكية الجديدة التي بدأت تستنزفها بلا رحمة" طبعاً، هذه ليست كلماتها، إنّما قرأتها في إحدى المقالات على أحد المواقع الإلكترونيّة، لكاتب مغمور، تشفق عليه بعض الصحف والمواقع، فتنشر له بين الفينة والأخرى.