رواية بَيروتونيوم بقلم ألحان فرحات....تدور أحداث الرواية في العاصمة اللّبنانية حيث وقع الانفجار الكبير في مدّة زمنيّة لا تتخطّى ساعةً واحدة من الأحداث. فهي تبدأ من الساعة 5:38 م. أي قبل نصف ساعة من وقوع الانفجار في الساعة 6:08 م. وصولًا إلى الساعة 6:38 م. أي بعد نصف ساعة من وقوعه. أبطال الرواية ثلاثة: مريم وهي شابةٌ ممرّضة "مسيحيّة" من منطقة الأشرفية تعمل في إحدى مستشفياتها الخاصة. الحجّة أمّ محمد وهي أرملة وربّة منزل "مسلمة" تقطن في منطقة البسطة؛ والشاب لبنان وهو ضابط في الجيش اللّبناني مسؤول عن تأمين موقع المرفأ بعد الانفجار وتأمين سلامة المواطنين وحمايتهم من دخول دائرة الخطر. تبدأ الرواية حيث تلتقي مريم مصادفة أمّ محمّد أمام بوابة المرفأ أو ما تبقّى منها بعد حدوث الانفجار بربع ساعة تقريبًا قرابة الساعة 6:20 م. لتحاولا معًا دخول موقع الحدث. فمريم تبحث عن والدها، رجل الإطفاء، الّذي سارع إلى تلبية نداء الاستغاثة دعمًا لزملائه العشرة الّذين سبقوه وقد كان مصيره مجهولًا. أمّا الحجّة أمّ محمّد فنزلت إلى المرفأ بسرعة حيث الدمار والخراب بحثًا عن وحيدها الحارس الجمركيّ. وتقع المواجهة مع ضابط في الجيش اللّبناني حاول ثنيهما في بادئ الأمر تنفيذًا لأوامر القيادة وحفاظًا على سلامتهما، إلى أن يتغيّر الواقع فيما بعد وتتطوّر الأحداث إلى ما لا يمكن توقّعه. ثمّ يعود السّرد إلى ما قبل الانفجار بنصف ساعة وتحديدًا إلى الساعة 5:38 م. إلى الحياة الطبيعية التي تعيشها كلّ من مريم في المستشفى والحجّة أمّ محمد في منزلها وما واجهتاه من أحداثٍ قبل وقوع الانفجار وبعده إلى حين وصولهما المرفأ وحدوث تطوّرات غير منتظرة. في الختام يتبيّن لنا مصير والد مريم كذلك مصير محمّد، وتخلص الرواية إلى رسالة إنسيّة اجتماعية مؤثرة تشدّ أزر المجتمع اللّبناني مشيرةً إلى أهمّية التعايش الاجتماعي في ما بين اللّبنانيين رغم تباين هوّياتهم الطائفية التي لا يجب نبذها أو محاربتها أو إلغاؤها، ولكن يجب نبذ كلّ ما يمتّ إلى التعصّب والتزمّت بصلة. فالأديان والطوائف مسار أخلاقي يدفع بالناس إلى الارتقاء أكثر على سلّم الإنسانية، كما الذّود والتضحية في سبيل الآخرين ونصرة الخير والحقّ. لم تُكتب هذه الرواية إلّا لطلب الرحمة لشهداء ذلك الحادث الآثم كما توجيه التحيّة لذويهم وللجرحى وأهلهم على أمل أنّ يمدّهم الخالق القادر على كلّ شيء بالصبر والسلوان. فالحقّ يعيش على قاعدة انتظار المخلوق رحمة خالقه وعدله، ولا شيء كان أو سيكون إلّا وفق مشيئته وجلالةِ حكمه وتدبيره كونه. فهذه الرواية هي أداء الواجب وشهادة الحقّ تُجاه شعبٍ أبيّ لا يعرف الانكسار ووطن رسالة لا يعرف الهزيمة.