كتاب الفدراليّة شكلٌ للدولة أم نظام!؟ بين التاريخ والجغرافيا بقلم ألحان فرحات....السياسةُ فَنّ المُمكن!! هكذا سمعنا وهكذا دأبنا على سماع نُشطاءِ السياسةِ من حولِ العالم، إلّا أنها عبارةٌ تضعُ عِلمَ السياسة في مقامٍ لا يليقُ به، حيثُ الرّياء والخداع والنّفاق والتزلّف وما شاكَلَ ذلكَ من صفاتِ الدُّنيا الزمنيّة الهابطة. لكنّ السياسةَ برأينا "فنّ" الإمكان والتمكّن. فالسياسةُ فنُّ الإمكان، لأنها علمٌ يخوِّل صاحِبه اجتراح الحلول من بين بَراثن الأهوال والأزمات. وهي فنُّ التمكّن، لأن السياسيّ يحتاج الى فنّ الحكمة، وفنّ التعقّل، وفنّ القيادة، وفنّ الفلسفة في حياكةِ الرؤى. فلا ولن تكونَ السياسةُ حقًّا سوى فنّ شريف في خدمة الخير العام. إنّ الطرح الفدرالي أكبر من حجم أيّ جماعة، وأبعد من أيّ بعُد ديني، وأوسع من أيّ بقعة جغرافية مأهولة. هو فكرة؛ والفكرة لا حدود لها، ومن واجب المجتمعات البشرية التي تقتنع بها أو ترتاح لها، أن تتبنّاها «بحرّية» خدمةً للسلام والاستقرار والخير العام. وفي هذا الكتابِ نوضِحُ "علميًا" بأنّ الفدرالية فكرةٌ سياسيّة توائِمُ بينَ هويتي الإنسان العاقل الوجوديّة والزمنيّة، فيحتاجُ المرء أن يشعرَ بالاطمئنان لبقاءِ هُويّته الوجوديّة التي نالها بالفطرة، وأن يشعرَ بالانتماء الى هُويّته الزمنيّة التي نالها بالولادة والتي تمنحُه إيّاها دولةُ القانونِ ذات الشكل السّوي والنظامِ العادل.