رواية صرخة ضمير

تأليف : ألحان فرحات

النوعية : روايات

رواية صرخة ضمير  بقلم ألحان فرحات.....(ثلاثية حكاية طَموح و بَراثن وأقدار) مع هذه الرواية تنتهي الرحلة الفكرية الأدبية لسلسلة روائية، أُنْسِنَت فيها صفات الإنسان المنسوجة بخيوط حروف المثالية من على سطور الزمان، والمحفورة بإزميل الصدق على هيئةِ رسالةٍ إنسانيّة مجتمعيّة، تُحاكي هَواجِس أحرار العالم كافة  وطُموحَاتهم وأصحاب الضمائر الحرّة، بغضِّ النظرِ عن معتقداتهم وأيديولوجياتهم وثقافات حضاراتهم التي إليها ينتمون مقتنعين. في الرواية الأولى "حكاية طَموح"، ناضل بَطلها في سبيل القيّم والأفكار المبدئية المثاليّة، التي تُكرّس فكرة الوجود الحرّ للإنسان، عملًا بفكرة الثورة على الذات أوّلًا، وتبديل الحال إلى أحسن الأحوال. ففيها ظهر أوّلًا الطفل الذكيّ الطَموح، الباحث عن الحقائق، والقائل للحقّ بلسان البراءة. فشبّ على أفكار التحرّر وكان، اسمًا وفعلًا، مواطنًا طَموحًا. ونقول مواطنًا، لأنّه أعلن وآمن بفكرة المواطنة الحقّة التي تُمنح للمرء جرّاء صوابيّة أفعاله تجاه وطنه، بعيدًا من الإكراه وقوّة قوانين النظام السياسيّ. أمّا طَموح الشاب، فقد دخل المعترك السياسي وما تلوّث بغبار الفساد ولا انحاز إلى الألاعيب والمساومات أو التسويات العثّة.. بل كان صادقًا بنهجه وفكره والتزامه بالمبادئ والثوابت التي ربّته عليها بيئته المجتمعيّة. ورغم رحيله باكرًا مقتولًا برصاص الغدر، إلّا أنّه ما مات، بل عاش فكرة معنويّة خالدة في عقل كلّ مَن أراد أن يعي حقيقة وجوده، بعيدًا من المصالح الزمنيّة الفانية، التي تُدمر الإنسان بحدّ سيف الجشع وحبّ الظهور وامتلاك المال. ورغم تمكن أيادي الغدر من قتل شخص الطموح جسدًا، إلّا أنها لم تتمكن من قتل فكرته.. بل حملها الكثيرون وناضلوا في سبيلها، وما كانت رحلة عمره الزمنية القصيرة إلّا جسر عبورٍ من جزر الذلّ نحو بَرِّ التحرّر وتحقيق الذات. وبعد "حكاية طَموح" كانت الثنائية بعنوان "بَراثن وأقدار". وهي الرواية التي ناصرت بحبكتها قضايا المرأة، ورفعت من شأن دورها المجتمعي، وميزّت كلّ شابة صاحبة كفاءة، وكرّست فكرة تحرّر النساء كما الرجال. بل أكثر من ذلك، لقد تمكنت "حريّة" وهي بطلة تلك الثنائية من مواجهة أسوأ النفوس الذكورية، وقد كانت نفوسًا متسلّطة، طامعة، خائنة، وفاسدة متعالية... انتصرت فيها الفتاة الحرّة بقوّة إيمانها بمبادئها الإنسانيّة، وصونِها لثوابِت تربيتها المجتمعيّة، ووفائها لمسيرة شقيقها المشرّفة الوطنيّة. حريّة دافعت عن الحقّ أمام قوس عدل المحاكم، فما قبلت أن يشتريها أصحاب النفوذ والمال، وما هابت الرجال بل كانت مندفعة، قويّة وذكيّة. واجهت وكانت واثقة الخطى تسير كما الملكة في بلاط العزّ الكونّي، موشّاةً بالأنوثة والحياء، وما كانت نهاية الأقدار إلّا بتقليم براثن الخيانة والغدر والإجرام. حتى بدت حريّة نموذجًا أنثويًا راقيًا ناجحًا يحتذى به. فهي عالجت بحدّ فكرها الواعي، قضايا مصيرية للمجتمعات البشريّة كافّة، ومنها العنف الأسري، وآفة المخدرات، إلى جانب القضيّة الأهمّ وهي كشف ملابسات قضيّة مقتل شقيقها طَموح، وما كان انتصارها في كشف المحرّض والمخطّط لغدر شقيقها طَموح، إلا انتصارا على الذات بفعل الإيقاع بالمجرم الحقيقي في نهاية المطاف. وممّا لا شك فيه، أنّ السلسلة الروائية ما كانت لتكتمل، لولا هذه الثلاثية بعنوان "صَرخة ضمير"، وفيها تؤدّي شخصيّة "ضَمير" دورًا بارزًا في إعادة إحياء الأمل ببقاء فكرة طَموح المواطن، المسؤول والناجح، الذي واجه مصيره شامخًا معتزًّا بثباته على مبادئ الحقّ وقيم الحقيقة. فنجد "ضمير"، كما اسمها، شخصية صادقة عصاميّة مثابرة، تسعى إلى إنتاج الحقيقة وإخراجها في مشروع فيلم قصير للعلن، يحاكي تفاصيل النضال الإنساني والسياسي الشريف للراحل طَموح، والمتمثّل في حقيقة الإيمان والالتزام بفكرة الوطن التي تتخطّى حدود الأشخاص. طبعا، ما كانت رسالة "ضمير" لتتحقّق لولا مساعدة "حريّة"، و"شجاع" وبحضورٍ جليّ للقائد العام لقوى الأمن "التزام"، مع دور بارز لصديقها المقرّب منها "موثوق"، بوجه فساد "متحكّم" وهو حاكم البلاد الذي اتهم "ضمير" وسجنها بقضية ملفّقة، محاولًا إيقاف مشروعها الهادف إلى تحرّر الشعوب من ثقافة التبعيّة والرجعيّة والانكسار والسعيّ نحو نشر أفكار تقرير المسار والمصير بحريّة تامة، من خلال تحكيم الضمير في سبيل تحقيق الطموحات المحقّة في كافّة المجالات مهما تباينت بين الأفراد.

شارك الكتاب مع اصدقائك