رواية حب دافئ تحت الثلح للمؤلف مصطفى الحمداوي تناول الرواية قضايا الاغتراب والهوية في أبعادها المتعددة، من خلال شبكة أحداث رومانسية ووقائع متشابكة تدور في العاصمة الفرنسية باريس. وتكشف أحداث الرواية الوجهَ الآخر لشاب مغربي مهاجر يبدو قريبا من هموم وطنه رغم بعده عنه،
وهي هموم توازي همومه الشخصية المتمثلة في البحث عن رابط ناظم لهوية مبعثرة، والتي تقود إلى فضاءات حبّ مضطرب. فالشاب عمر القلق والموزّع على علاقات تبدو ظاهريا بعيدة عن المشاعر، يظلّ متمسكا بأوهام تمنعه من الاعتراف بالحب كمبدأ وكواقع يعيشه، في حين أن الأحداث المتطوّرة تجعل كل شيء يبدأ وينتهي من المشاعر الدافئة التي تفيض من جهة كارولين، تلك الطالبة الفرنسية الباحثة عن نكهة شرقية تدفعها إلى غواية سفر بوهيمي إلى المغرب مع عمر لينتهي الوضع بهما إلى مأساة. وفي باريس، يجد عمر نفسه مغمورا على الدوام بعشق متوتر وغير واقعي لفتاة افتراضية لا يعرفها إلا عبر لقاء خاطف على شبكة الإنترنت، ويرتبط من جانب آخر بكريمة، الفتاة المراكشية التي تنسج معه خيوط علاقة قوية تتماسك بواسطة طرق ملتوية ومعقدة، قبل أن تتخذ نهايتها شكلا واقعيا.