ينزع العديد من الكتابات المعاصرة والتجريبية «تحديداً في مشهد الرواية السورية الحديثة» الى تحاشي السقوط في رتابة الحكي، وتذهب بتقنياتها الذاتية الى الانفلات من إسار النظرة الكلاسيكية، وسلوك الأنماط التقليدية للرواية، وذلك بالتخلي عن المعنى التراتبي للحدث، والابتعاد عن حياكات البطل النموذجي المخول شدّ النسيج الروائي الى امتيازاته في النص.
بهذا المعنى يذهب الجيل الذي ينتمي الى نسقه «خليل الرز» الى التحلل من القص داخل الخطاب الروائي، دون أن يعني ذلك نسفاً مطلقاً للمادة الحكائية، وقد يقود الانتباه هنا الى أن هناك خلخلة مضاعفة تشمل الخطاب والقصة معاً ما يجعلها أي «القصة» بما تحتويه من مادة الحكاية، تنبني على أسس منطقية مغايرة للتراتب والمتوالية الحديثة، التي شاعت في الكتابات التقليدية المتأثرة بالكتابة التاريخية وأيضاً بالكتابة الواقعية الملتزمة بالصيرورة المجتمعية والاقتصادية