رواية صيف جليدي للمؤلف عبد الإله بلقزيز أشعر وأنا أسير وسط الحشود وراء نعش الفقيد وكأننا جميعاً نشيّع أنفسنا إلى دار البقاء، نشيّع يقينيات ذَوَت ووهن عظمها. لا يقين اليوم يجذبني، حتى المشاعر اختلطت الحدود بينها وامَّحتِ الفروق، لا أتَكَرَّهُ شيئاً ولا أستحبّ شيئاً. أعيش على أملٍ غامض في أن تقع معجزة مفاجئة تعيد إلى الأشياء أوضاعها التي انقلبت، وإلى الأسماء معانيها التي اضطربت، وإلى المشاعر صفاءها الأول. لست على يقين من أن ذلك قد يحدث قريباً، بل أنا لست على مُطلقِِ يقين. يقيني الوحيد أن المحمول على هذا النعش لن نراه ثانيةً بيننا وإن سكنَتنَا ذكراه.