رواية عادل وسعاد بقلم إبراهيم المصري .. (إن كنت تعرف "أمل وعمر" كما تقول فهل تحملهما معك الآن.ضربتني المفاجأة، فالشباب لا يحملون أطفالاً معهم، يحملون أحلاماً فقط، حتى إذا تكسرت مع تقدم العمر، فتشوا في الذاكرة عن بعض تلك الأحلام.كان في فمي نصف سيجارة مطفأة، أشعلتها، وأفلتُ سحابة دخان صغيرة على جثة شهاب وسألتُ حورية:هل
تحملين أنتِ "عادل وسعاد"طبعاً، ثم ألقت بخصلة شعر زرقاء طويلة على ظهرها، وفتحت حقيبة يدها، وأ .. (إن كنت تعرف "أمل وعمر" كما تقول فهل تحملهما معك الآن.ضربتني المفاجأة، فالشباب لا يحملون أطفالاً معهم، يحملون أحلاماً فقط، حتى إذا تكسرت مع تقدم العمر، فتشوا في الذاكرة عن بعض تلك الأحلام.كان في فمي نصف سيجارة مطفأة، أشعلتها، وأفلتُ سحابة دخان صغيرة على جثة شهاب وسألتُ حورية:هل تحملين أنتِ "عادل وسعاد"طبعاً، ثم ألقت بخصلة شعر زرقاء طويلة على ظهرها، وفتحت حقيبة يدها، وأخرجت منها.. "عادل وسعاد".هذا جنون.. قلتُ لوجدان هامساً، وردت هامسة:كهلان يخرفان وصحبتهما لطيفة، غداً نصبح مثلهما، فلا تُشغل بالك.)هكذا جاء في الصفحة رقم 53 من رواية عادل وسعاد الصادرة حديثاً عن دار ميريت في القاهرة في مائتين وتسع صفحات وبغلافٍ رسمه وصممه الفنان محمد سيد.تنطلق الرواية من شخصيتي "عادل وسعاد" وهما طفلا كتاب القراءة في مقرر الصف الابتدائي في مصر في الستينات من القرن العشرين الماضي.. ولهما نظائر في مقرر القراءة الابتدائي قديماً وحديثاً في العالم العربي.. مروراً بشخصيات تعبر عن أجيال مختلفة ومأزومة بالقمع الذي فرضه نموذج الانضباط هذا، ممثلاً في "عادل وسعاد" كما أنها تعاني ليس الحنين إلى فردوس مفقود في الطفولة، وإنما تعاني الطفولة كعقبة تربت على الأمر والنهي، كما في شخصية ضياء، والرواية كذلك مكتوبة بسبع نهايات مختلفة، تشكل جزءاً من العمل وامتداداً لترابطه ونسيجه الروائي وشخصياته.