جنود يعيشون في غابة منذ الحرب العالمية الثانية، حجر سحري قد يقود إلى خراب العالم أو خلاصه... أجواء غرائبية تحفل بها تحفة الكاتب الياباني هاروكي موراكامي "كافكا على الشاطئ". التي بقدر ما هي غرائبية بقدر ما هي بسيطة تحتفل بسحر الحياة وتدافع عنها، وذلك من خلال حكايتين متوازيتين متقاطعتين، حكاية عجوز يبحث عن نصف ظله الضائع. وفتى في الخامسة عشر هارب من لعنة أبيه السوداء. وبينهما عوالم ومدن وشخصيات ورحلات شبه ملحمية تلخص جميعها حول البحث عن الحب، ومعنى الموت، وقيمة الذكريات، رواية لا تدفع كل واحد منا فحسب إلى تأمل الحياة، بل تستفزه لكي يغيرها أو لكي يغير نفسه فيها ويبدأ رحلة البحث عن بوصلته الضائعة.
2023-08-18
أن نرنوا إلى الحريَّة، فهو مجاز خيالي.
أن تجد ذاتك تمخِضُ إلى أشياء ترغب بها من داخلك، أشخاص يُضيئونَ المصباحَ من حولِك، يجرفونك إلى ألَّلا متوقَّع، طبيعة فجَّة في حقيقتها و أسرارها.. هذهِ الحريَّة بحق أن تكتشفَ ببطئ، لكن بثبات.
أمَّا أن تختفي من الوجود الذي لا ترغب بهِ هذهِ ليست بحريَّة، إنَّما محضُ تلفيق، مُجرَّد عنجهيَّة على الواقع المحتوم.
ألموسيقى في هذه الرواية، كأُمٍّ رؤوم، شريطُ ذكريات، ألبوم صور مخفي كفراشة مُختفيَّة من أرضِ الكوكب. تجعلُ الماضي كعُلبةٍ زُجاجيَّة تفِجُّ رأسها في الأرض، لتُصدِرَ صوتًا صاخبًا وتجعل أُذُناك كجنين، داخلُكَ يصرخ، خارجُكَ يجثُمُ بلا حِراك.
عندما عَرِفَ كافكا إن والدتَهُ هي الأنسة ساييكي،بعد أن هَجرَتهُ منذُ الرابعة من عمره ، طنَّت إلى أُذُني أغنية محمد سعيد " كُنتِ قوليلي".
هاروكي موراكامي، خُلِقَ ليجعلنا نطفوا بأفكارنا بعدَ كلِّ نهاية.