روياة تقرير ميليس

روياة تقرير ميليس

تأليف : ربيع جابر

النوعية : روايات

حفظ تقييم
رواية تقرير ميليس بقلم ربيع جابر ..الواحد يصير خفيفاً عند بلوغه هذه الأنحاء. يعطي قدرات. يفقد آلامه الجسمانية. في أحد الممرات رأيت الحريري قاعداً عشرين ورقة، وكلما انتهى منها عاد يقرأها من جديد. على كل ورقة سيرة حياة واحدة. هؤلاء الذين قتلوا معه في الانفجار. الورقة الأخيرة كتبها الممرض في السيارة الأخيرة: سيارة الإسعاف. في ممر آخر -عند طرف المكتبة- أرى الرجل الذي انفجرت عبوة تحت سيارته، هذا الرجل كان يكتب. هنا لا يجد الكتابة سهلة. لم تعد الكلمات تأتي إليه.

لا يدري كيف يكتب ما يريد أن يكتبه. يريد أن يكتب رسالة إلى زوجته. يكتب خمسة حروف ثم يتعب. لا يعثر على حرف سادس. لا يعثر على كلمة أخرى. الدوي ما زال يتردد في رأسه، والدخان أسود كثيف في عينيه. الألفاروميو سيارة صغيرة. ضغط الانفجار فظيع في المكان الضيق. يشرب ماء وينظر إلى الكلمة على الورقة البيضاء

رواية تقرير ميليس بقلم ربيع جابر ..الواحد يصير خفيفاً عند بلوغه هذه الأنحاء. يعطي قدرات. يفقد آلامه الجسمانية. في أحد الممرات رأيت الحريري قاعداً عشرين ورقة، وكلما انتهى منها عاد يقرأها من جديد. على كل ورقة سيرة حياة واحدة. هؤلاء الذين قتلوا معه في الانفجار. الورقة الأخيرة كتبها الممرض في السيارة الأخيرة: سيارة الإسعاف. في ممر آخر -عند طرف المكتبة- أرى الرجل الذي انفجرت عبوة تحت سيارته، هذا الرجل كان يكتب. هنا لا يجد الكتابة سهلة. لم تعد الكلمات تأتي إليه.

لا يدري كيف يكتب ما يريد أن يكتبه. يريد أن يكتب رسالة إلى زوجته. يكتب خمسة حروف ثم يتعب. لا يعثر على حرف سادس. لا يعثر على كلمة أخرى. الدوي ما زال يتردد في رأسه، والدخان أسود كثيف في عينيه. الألفاروميو سيارة صغيرة. ضغط الانفجار فظيع في المكان الضيق. يشرب ماء وينظر إلى الكلمة على الورقة البيضاء

الروائي اللبناني ربيع جابر هو واحد من تلك الفئة القليلة بلا ريب وأحد ممثليها البارزين. روايته الأولى (سيد العتمة) التي نشرها سنة 1992 وهو في العشرين من عمره فازت بجائزة الناقد للرواية ذلك العام. نشر سبع عشرة رواية ما بين 1992 و2009 أي بمعدل رواية واحدة كل عام. بطبيعة الحال ليست غزارة الإنتاج وحدها ه...
الروائي اللبناني ربيع جابر هو واحد من تلك الفئة القليلة بلا ريب وأحد ممثليها البارزين. روايته الأولى (سيد العتمة) التي نشرها سنة 1992 وهو في العشرين من عمره فازت بجائزة الناقد للرواية ذلك العام. نشر سبع عشرة رواية ما بين 1992 و2009 أي بمعدل رواية واحدة كل عام. بطبيعة الحال ليست غزارة الإنتاج وحدها هي ما يلفت في كتاباته بل جودتها وغناها وتنوع أجوائها ومشاربها وأساليب كتابتها التي يعرفها من قرأوا أعماله الروائية أو بعضها.